القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023 تسجل رقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار تجاوز 30 ألف زائر

 

الفعالية الرائدة ترسخ مكانتها بوصفها معرضاً شاملاً للتكنولوجيا ومنصة للابتكار وحاضنة للاستثمار وتعزيز الأعمال ونشر الخبرات والمعارف

القمة تسلط الضوء على احتياجات تحول الطاقة وتسجل أعلى مستوى حضور للمشاركين الدوليين

الدورة السادسة عشر من القمة العالمية لطاقة المستقبل تُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في شهر أبريل العام المقبل

 

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة -: اختتمت القمة العالمية لطاقة المستقبل، الفعالية العالمية الرائدة التي تركز على مجالي طاقة المستقبل والاستدامة، دورتها الـ 15 في يناير الماضي بتسجيل رقم قياسي جديد من الزوار. وارتفع عدد الزوار بنسبة 242% العام الماضي ليتجاوز إجمالي الحضور 30 ألف، حيث تواجد نخبة من خبراء الطاقة العالميين خلال الفعالية التي استضافها مركز أبوظبي الوطني للمعارض على مدار ثلاثة أيام، شهدت تبادل الخبرات ومجموعة من العروض المبتكرة وصفقات الشراكات. كما سجلت القمة رقماً قياسياً لحضور الزوار الدوليين من الخبراء في القطاع من جميع القارات، بزيادة بلغت نسبتها 14% في عام 2022.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط المسؤولة عن تنظيم القمة: “توقعنا أن تشهد الفعالية زيادة طفيفة في عدد الزوار بعد ارتفاع معدلات التسجيل المسبق بنسبة 143%، إلا أن العدد النهائي للزوار والمشاركة الدولية القوية فاقت توقعاتنا الأولية، ما يؤكد الأهمية الكبيرة لمسألة تحول الطاقة في الوقت الراهن”.

ونظراً للتركيز العالمي على حلول تحول الطاقة، شهدت القمة العالمية لطاقة المستقبل ازدياداً ملحوظاً في أعداد الجهات العارضة، حيث تواجد 330 جهة عارضة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم 58 جهة تشارك للمرة الأولى في الفعالية، ما يمثل زيادة بنسبة 18% في مساحة العرض مقارنة بعام 2022. وارتفعت مشاركة الجهات العارضة الدولية بنسبة 23% على أساس سنوي، بينما سجلت المشاركة المحلية ارتفاعاً بنسبة 14%. كما شهدت الفعالية مشاركة الأجنحة الوطنية للمملكة المتحدة والهند للمرة الأولى، وبالتالي ارتفاع العدد الإجمالي للأجنحة الوطنية إلى تسعة.

ولاقت الفعالية إقبالاً كبيراً في المعارض الستة التي أقيمت خلالها، حيث تولت شركة مصدر استضافة القمة في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة وعززت موضوع الفعالية من خلال الحصول على الطاقة النظيفة من شركة مياه وكهرباء الإمارات، المسؤولة عن تزويد العاصمة أبوظبي بالمياه والكهرباء.

ومن جانبه، قال فاسيل زيجالو، المدير العام لشركة آر إكس للمعارض – الشرق الأوسط: “أشاد الزوار بجميع تفاصيل الفعالية بفضل تنوع الجهات العارضة ومستوى الابتكار العالي في العرض وأساليب التسويق والأعمال اللاحقة لها، ما أثمر عن تسجيل أعلى معدل صافي لنقاط ترويج على الإطلاق. كما شهدنا توقيع عددٍ من الشراكات ومذكرات التفاهم رفيعة المستوى خلال الفعالية، مما رسخ مكانة القمة العالمية لطاقة المستقبل بوصفها إحدى المنصات التجارية الرائدة في المنطقة”.

وشكلت الفعالية واحداً من منابر التكنولوجيا الاستثنائية بالنسبة للجهات العارضة، إلى جانب دورها كمحفز للأعمال وحاضنة للاستثمار ومساراً للوصول إلى الأسواق الجديدة ونشر الخبرات والمعارف.

وأطلقت شركة سوفار، المزود العالمي الرائد لحلول تخزين الطاقة والطاقة الكهروضوئية، محول 100-125KTL-G4 الجديد الذي جذب اهتمام العديد من الشركات مثل شركة نانوسن وبيكون ونون للطاقة والمجد. كما وقعت شركة نوكس الإمارات اتفاقية مع شركة سولوبانيت لتوزيع منتجات الشركة الصينية من المحولات.

كما شهدت قمة 2023 وصول أول مشروع التقاط الكربون وتعدينه في المنطقة والتابع لإحدى شركات الطاقة. ووقعت أدنوك شراكة مع شركة 44.01 العمانية الحائزة على جائزة إيرث شوت لتقنيتها في التقاط الكربون وتعدينه، لإطلاق مشروع تجريبي لتعدين ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى صخور في إمارة الفجيرة، وذلك بالتعاون مع مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر).

وأكد محمد سعدي، مدير الخدمات الفنية وإدارة المنتجات في شركة جينكو سولار الصينية لتصنيع الألواح الشمسية، رضا الجهات العارضة عن القمة التي قدمت توصيات رئيسية للتخطيط المستقبلي، حيث قال: “تدفعنا القمة العالمية لطاقة المستقبل إلى تطوير استراتيجيتنا في المنطقة على صعيد المنتجات والتكنولوجيا. وشهدنا خلال مشاركتنا الثانية في القمة عدداً أكبر من الجهات العالمية الفاعلة مقارنة بعام 2022، كما حظينا بفرصة بقاء بمستشارين ووسائل إعلام مهمة”.

ومن جهته، أوضح موهيت شريمال، مدير التسويق في هواوي، أن زيادة الإقبال الكبير تُعزى إلى قدوم الزوار من مناطق عديدة على مستوى العالم، حيث قال: “توفر القمة منصة للوصول إلى الشرق الأوسط والسوق الأفريقية بمنتهى السهولة”.

واستحوذ موضوع مساعي دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز إمكاناتها في تصدير الهيدروجين الأخضر على قدرٍ كبير من الاهتمام خلال الفعالية.

وشهدت القمة أولى مشاركات مركز ابتكارات الهيدروجين الأخضر، الذي نجح خلال فترة قصيرة في توزيع الأرباح على المساهمين الذين قدموا حلولاً فعالة لتسريع اعتماد الهيدروجين الأخضر. وأفادت شركة آلاي باور الأمريكية بأن مشاركتها في المركز قد تثمر عن إطلاق النماذج الأولية لمحطتها المبتكرة لإنتاج الهيدروجين في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية بحلول مطلع عام 2024.

وبدوره، قال ألفريد والت، الرئيس التنفيذي لشركة آلاي باور: “تحظى القمة بمكانة مرموقة في الشرق الأوسط بما يجعل منها سوقاً زاخرةً بالفرص والإمكانات، وذلك بفضل النشاط الكبير الذي يشهده قطاع الهيدروجين الأخضر والإقبال القوي على الاستثمار فيه”.

وشهدت المنتديات الخمسة المخصصة لمناقشة هذا الموضوع حضوراً كبيراً خلال القمة، حيث ركزت بشكل خاص على مجالات الطاقة والمياه ومعالجة النفايات والطاقة الشمسية والمدن الذكية والمناخ والبيئة.

وأضاف زيجالو: “أثمرت هذه المنتديات المخصصة لتبادل الخبرات والمعارف عن نتائج مميزة ساعدت المشاركين على الإحاطة بمجموعة كبيرة من القضايا، بما في ذلك توسيع نطاق الشروط القانونية المعنية بالاستدامة وإدارة النفايات، وتأثير إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وتعلم الآلة على بناء أنظمة الإدارة، وإغلاق الحلقة في الاقتصاد الدائري من خلال دعم الغذاء، إلى جانب استراتيجيات معالجة النفايات والأسواق التي تحمل آفاقاً واعدة للمشاريع الضخمة في مجال الطاقة الشمسية”.

ويُعد برنامج تبادل الخبرات والمعارف هو الأشمل والأكثر تنوعاً في تاريخ القمة، حيث قدم ما يزيد عن 200 ساعة من المحتوى التخصصي والغني بالمعلومات من خلال العديد من المنتديات والمواضيع ذات الصلة. كما شهدت منصة المتحدثين نقلةً نوعية سجلت أربعة أضعاف التمثيل السابق من جانب مسؤولي المنظمات الحكومية والدولية، إضافةً إلى نخبة كبيرة من الشخصيات الاعتبارية ضمت 162 من الرؤساء التنفيذيين ورؤساء الشركات والمؤسسين والشركاء من الشركات الرائدة، علماً أن مشاركة السيدات في الفعالية وصلت إلى نسبة 24%.

وتحدث كارلوس جاسكو ترافيسيدو، المدير التنفيذي لسياسة الطاقة بالإنابة في دائرة الطاقة-أبوظبي، خلال افتتاح منتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة، عن أهمية الدور الذي تلعبه القمة لدعم مساعي تحول الطاقة. وأوضح بالقول: “تشكل القمة فرصةً استثنائيةً للتواصل وبناء العلاقات ومحوراُ هاماً لتبادل الخبرات والمعارف”.

وسلطت شركة إينووا للطاقة والمياه والهيدروجين، التابعة لمدينة نيوم الذكية الجديدة في المملكة، الضوء على منهجيتها المبتكرة في توفير الجيل الجديد من المرافق المتقدمة لتطوير هذه المدينة الضخمة، حيث عقدت فعالية ليوم واحد تحت اسم مؤتمر مبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي، بهدف تعزيز مشاركة شريحة أوسع من الجهات الفاعلة في القطاع. وتمثلت إحدى النتائج الرئيسية للمؤتمر بدعوة الشركاء للمساعدة على بناء الاقتصادات الدائرية التحويلية للوجهة المبتكرة في محافظة تبوك الساحلية المطلة على البحر الأحمر بالمملكة، والتي تماثل مساحتها حجم دولة بلجيكا.

ورسخت القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023 مكانتها بوصفها منصةً إطلاق جذابة، حيث شهدت حضوراً كبيراً من الوسائل الإعلامية المحلي والإقليمية والدولية تجاوز 400 من خدمات البث والمنشورات التجارية وأشهر الوسائل الإعلامية. واغتنم منظمو الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر المناخ كوب 28 هذه الفعالية لإطلاق شعار “عالم واحد” على دورة عام 2023 من مؤتمر الأطراف الذي يُقام في أبوظبي خلال شهري نوفمبر وديسمبر.

وقالت السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل، إن التعاون يشكل الحل الأمثل لتحسين أجندة القمة، بالتزامن مع تركيز شركة آر إكس الشرق الأوسط المنظمة للقمة على دورة عام 2024، التي تُقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 16-18 أبريل العام المقبل.

وأضافت السباعي: “تمثل مواضيع تحول الطاقة والاقتصاد الدائري وجهود معالجة التغير المناخي قضايا عالمية تتطلب وضع منهجية تعاون مشتركة بين جميع الدول. وتنعقد قمة 2024 في هذه المنطقة التي تشهد إقبالاً كبيراً على إقامة علاقات التعاون، ما يجعلها المنصة الرئيسية لعقد هذه الشراكات ودعمها بما يسهم في إرساء بيئة أفضل لقطاع الطاقة بشكل عام، وجميع الجهات المعنية المشاركة فيها والأفراد الذين يعتمدون على القطاع”.

وتستضيف شركة مصدر القمة العالمية لطاقة المستقبل في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يشكل منصةً رائدةً لتسريع التنمية المستدامة على مستوى العالم، وذلك بالتعاون مع شركة الطاقة والمياه إينووا.


Posted

in

by

Tags: