- تعمل سنغافورة على تطوير مجموعة من معايير السلامة المشتركة مع الحكومات الإقليمية للسماح بالسفر عبر الحدود
- حزمة التحفيز الحكومي في المملكة العربية السعودية بقيمة 61 مليار دولار تسهم في دعم قطاع السياحة لمواجهة جائحة كوفيد-19
دبي، الإمارات العربية المتحدة، –: ركزت جلسات اليوم الثاني من الحدث الافتراضي لسوق السفر العربي، على الاستراتيجيات التي أقرتها الحكومات والهيئات لبدء تعافي صناعة السياحة مجدداً، وسبل الاستفادة من حلول التكنولوجيا والتحليلات لخلق المزيد من المرونة في هذه الصناعة.
في هذا الإطار، ناقشت جلسة مرحلة التعافي: استراتيجية السياحة للمستقبل التي عُقدت يوم الثلاثاء 2 يونيو، استراتيجيات التنمية السياحية على المدى البعيد التي أقرتها الحكومات، ودورها في تحفيز القطاع للتعافي من تبعات أزمة كورونا، عندما تبدأ أنماط السفر بالعودة نسبياً إلى وضعها الطبيعي.
شهدت هذه الجلسة التي أدارتها الاستشارية والخبيرة في صناعة السياحة جيما غرينوود، مشاركة كل من فهد حميد الدين المشرف العام على الاستثمار والاستراتيجية والتسويق السياحي في وزارة السياحية بالمملكة العربية السعودية، وكيث تان الرئيس التنفيذي لهيئة السياحة في سنغافورة.
في هذا الإطار، قال كيث تان: “نحاول تطوير بعض الأمور المتعلقة بتسهيل السفر على المستوى الثنائي مع الدول التي نشعر بأنه بإمكاننا المضي قدماً معها. في هذا الصدد، أعلنا عن عدد من المبادرات مثل “الممرات الخضراء”، كما قدمنا فكرة “فقاعات السفر”. على سبيل المثال، في مفاوضاتنا مع الصين، اتفقنا على وضع معايير مشتركة للسماح بالسفر، ونأمل في تكرار ذلك مع دول أخرى. إن هذه الأفكار لا تختلف عن فكرة اتفاقيات التجارة الحرة”.
وأضاف: “نتفق جميعاً على أننا لا نريد تطوير خليط من المعايير والمتطلبات المختلفة، لكن هذا الأمر لن يكون سهلاً بطبيعة الحال”.
من جهته قال فهد حميد الدين: “إن رؤيتنا تجاه قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية تأتي من منظور استراتيجي، حيث ندرك أن هذا القطاع قد ساهم في توليد نحو 20% من الوظائف في العالم على مدار السنوات الخمس الماضية، وهو ما يؤكد الأهمية التي يجب أن توليها الحكومات لدعم هذا القطاع.
“لدينا مهمة رئيسية تتمثل في دعم ومساعدة القطاع الخاص لتخفيف تبعات هذه الجائحة والتغلب عليها قدر الإمكان. في ضوء ذلك، أطلقت المملكة العربية السعودية حزمة من المبادرات التحفيزية بقيمة تصل لـ 61 مليار دولار أمريكي، بهدف دعم القطاع الخاص ومن ضمنها إعفاء وتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص والإعفاء من سداد رسوم التراخيص للمنشآت السياحية، وكذلك تأجيل تحصيل ضريبة القيمة المضافة والرسوم الحكومية للشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى دعم الكوادر الوطنية العاملة في القطاع الخاص”.
هذا وشدد تان على أهمية القدرة على التجاوب بسرعة مع تبعات هذه الأزمة، مؤكداً في الوقت عينه على ضرورة تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص لمواجهة آثار وتبعات جائحة كوفيد-19.
وأضاف قائلاً: “في الحقيقة، ليس بوسع الحكومة القيام بكل شيء، لذلك أرى أنه من المهم تكوين شراكة قوية ومتينة بين القطاعين العام والخاص. في وقتٍ مبكر من شهر فبراير، أعلنا عن تشكيل فريق عمل يضم شخصيات بارزة من القطاع الخاص ولاعبين رئيسيين من الحكومة، مهمتهم هي العمل على تحفيز قطاع السياحة وبدء تعافيه مجدداً.
“لقد تم تشكيل هذا الفريق للبدء بالتخطيط للمرحلة المقبلة وليس فقط للعمل على تعافي القطاع، كما تمكن مهمته في التواصل خلال الأزمات، وتحديد آلية تفاعلنا مع القطاع، بالإضافة إلى الأخذ بالنصائح والتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة والاستفادة منها في قطاع السياحة، وقد أثبت هذا الأمر فعاليته حتى الآن”.
كما تطرقت جلسة أخرى بعنوان مواجهة الجائحة من خلال التكنولوجيا والتحليلات، إلى الاستراتيجيات المتبعة لبدء مرحلة التعافي، والتي أدارها لي هايهرست المحرر التنفيذي لـ “ترافيل ويكلي”.
انضم إلى هايهرست في هذه الجلسة مجموعة من الخبراء العالميين في هذه الصناعة هم توني سمايث النائب الأول للرئيس لدى مجموعة “آي فري”، وكارلوس سيندرا رئيس التسويق في “مابريان تيكنولوجيز”، وأكيمي تسوناجاوا المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بيسبوك”، وروبن إنجيل الرئيس التنفيذي لشركة “إنجيل إنترناشونال”، بالإضافة إلى جيفين هاريس المدير التجاري لدى “سكاي سكانر”.
هذا وقد ناقش المشاركون تطوير التطبيقات والخدمات التي تلبي مختلف الاحتياجات في ظل تأثير أزمة كورونا الحالية، بما فيها إدارة المتطوعين الطبيين في الخطوط الأمامية، والتحليلات التي تشير إلى مكان الطلب، والمراقبة والتتبع والتدريب.
ووفقاً لمحرك البحث العالمي “سكاي سكانر”، فإن هنالك بعض المؤشرات الإيجابية التي بدأت تظهر فيما يتعلق بمحركات البحث. وبحسب أحدث مسح أسبوعي أجرته الشركة والذي يراقب حركة الزوار على المواقع العالمية، فقد تم ملاحظة وجود تحسن شامل على أساس أسبوعي.
وفي هذا السياق، أوجز هاريس ثقة المسافرين فيما يتعلق بالسفر، وأكد أن نحو 70% من ركاب “سكاي سكانر” في العالم، يشعرون بالأمان الكافي للسفر مجدداً على متن الرحلات الدولية خلال الأشهر الستة المقبلة. ولكن على الرغم من ذلك وعند مناقشة فرص الطيران في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، انخفضت مستويات الثقة إلى 24%. أما من منظور محلي، فقد زادت الثقة في السفر الداخلي على متن الرحلات الجوية خلال فترة ستة أشهر إلى 89%. عالمياً، وكان المسافرون من الشرق الأوسط وأوروبا الأكثر ثقة بشكلٍ عام عند مقارنتهم بالمناطق الأخرى من العالم.