المشاركون في سباق حلبة كورنيش جدة يسهمون في تحقيق مشاركة قياسية في الذكرى العاشرة لانطلاق سباق “وينغز فور لايف” العالمي الخيري

كانت المملكة العربية السعودية حاضرة بقوة في سباق “وينغز فور لايف العالمي” المخصص لدعم أبحاث علاج إصابات النخاع الشوكي، من خلال المشاركين الذين قصدوا حلبة كورنيش جدة يوم الأحد 7 مايو، ليكونوا من بين أكثر من مئتي ألف مشارك في مختلف بقاع الأرض في أكبر حدث للجري في العالم.

وكان عدد قياسي من 206,728 شخصاً من 192 جنسية حاضرين عند خط انطلاق سباق “وينغز فور لايف” العالمي في 158 بلداً، للمشاركة في النسخة العاشرة من السباق تحت شعار “الجري من أجل من لا يستطيعون ذلك”. وقام المشاركون بالجري أو السير أو التنقل على الكراسي المتحركة في مسعى للبقاء أمام سيارة المطاردة، خط النهاية المتحرك، والتي انطلقت بعد ثلاثين دقيقة من العدائين.

وفي المملكة حيث تسجّل 524 شخصاً لخوض السباق والمساهمة في تقديم الدعم لهذه القضية الإنسانية، أقيم الحدث في عروس البحر الأحمر جدة بالشراكة مع وزارة الرياضة، وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية، شركة رياضة المحركات السعودية، ريد بُل موبايل، و نادي آر جي فيت وديستينيشن جدة.

وخلال نسخة هذا العام الاحتفالية لأكبر حدث للجري في العالم، قطع المتسابقون ومستخدمو الكراسي المتحركة معدّل 11.59 كيلومترًا قبل أن تنهي سيارة المطاردة سباقهم. وكان الفوز في السباق على المستوى العالمي من نصيب البولندية كاتارزينا شكودا في فئة السيدات، بعدما قطعت مسافة 55.07 كيلومترًا خلال السباق الرئيسي في بوزنان، بينما ركض الياباني جو فوكودا 69.01 كيلومترًا في فئة الجري من خلال التطبيق الإلكتروني في اليابان.

وقال فوكودا، بعدما أحرزه لقبه الثاني في السباق: “تعرضت للإصابة قبل شهرين ولم أستطع خوض التمارين اللازمة بما يكفي، لذلك كنت أتوقع أن يكون السباق صعبًا. لكنني كنت أتمتع بإرادة صلبة للفوز مرة أخرى، وهذا ما دفعني إلى المضي قدمًا والاستمرار بالسباق.” وأضاف: “سباق وينغز فور لايف العالمي حدث خاص جدًا بالنسبة لي إذ من خلاله أستطيع تشجيع الآخرين والتأثير عليهم بطريقة إيجابية من خلال ما أحبه، ألا وهو الركض.”

أما شكودا فقالت إثر فوزها في مدينة بوزنان البولندية: “إنه شعور رائع؛ من أروع المشاعر التي اختبرتها في حياتي!” وتابعت: “تلقيت معلومات وأنا على الطريق أنني كنت الأولى هنا في بوزنان، ولاحقًا علمت أنني الأولى عالميًا، لكنني لم أستوعب هذا الأمر مباشرةً، وأظن أنني بحاجة إلى بعض الوقت لاستيعاب ذلك!”

وركض المشاركون في جميع أنحاء العالم، بشكل فردي باستخدام تطبيق سباق “وينغز فور لايف” العالمي، أو تجمّعوا سوياً في 239 من محطات السباق التي أقيمت بمساعدة التطبيق في مواقع مذهلة مثل الحديقة النباتية في ألماتي كبرى مدن كازاخستان، حلبة هيرمانوس رودريغيز في العاصمة المكسيكية مكسيكو، ميناء برشلونة في إسبانيا، غابة كارورا في نيروبي عاصمة كينيا، كما في مدينة سيدني الأسترالية. وشارك آخرون في واحدة من سبع جولات رئيسية أقيمت في فيينا (النمسا) وميونيخ (ألمانيا) وزوغ (سويسرا) وليوبليانا (سلوفينيا) وزادار (كرواتيا) وبوزنان (بولندا) وكاخيتي (جورجيا).

وكانت آنا غاسر، بطلة السنوبورد الأولمبية، داخل سيارة المطاردة في العاصمة النمساوية فيينا، بينما شارك الكثير من النجوم الآخرين في السباق بمن فيهم بطل العالم للتزلج الألبي ماركو أوديرمات. كذلك كان البطل الأولمبي كارستن وارهولم حاضراً إلى جانب المتنافسين، في حين شارك بطل العالم للراليات سيباستيان أوجييه في ألمانيا.

وشكلت نسخة العام 2023 من سباق “وينغز فور لايف” العالمي كذلك محطة تاريخية إذ حصدت مجموع 5,802,595 يورو من رسوم الاشتراكات والتبرعات، والتي تذهب بنسبة مئة في المئة مباشرة لتمويل الأبحاث الخاصة بإيجاد علاجات لإصابات النخاع الشوكي. وإذ أعربت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “وينغز فور لايف” أنيتا غيرهاردتر عن سعادتها الكبرى بالإقبال الذي شهده الحدث، أكدت ثقتها بعدما شهدته في السباق العالمي “بأننا سنكون قادرين على إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي.” وأضافت: “من خلال اتحاد هذا العدد الكبير من الأشخاص سيكون لدينا القوة لتحقيق ذلك”، داعيةً الجميع إلى الاستعداد للانطلاق من جديد في نسخة العام المقبل المقررة في 5 مايو 2024.

وحصد السباق على مدى عشر سنوات، مجموع 43,83 مليون يورو، وركض 1,293,716 شخصًا مسافة إجمالية بلغت 11,839,989 كيلومترًا منذ الحدث الأول في العام 2014. كذلك تم تمويل 276 مشروعًا مختلفًا تم اختيارها بعناية تامة.

وشارك الدكتور يان شواب، المدير العلمي لمؤسسة “وينغز فور لايف”، شخصياً في سباق “وينغز فور لايف” العالمي هذا العام.  وعن هذه المشاركة قال شواب: “أحب الركض، وهذا سباق ذو أهمية خاصة بالنسبة لي، إذ ينشر الوعي لدى الأشخاص الذين يتعيّن عليهم العيش مع إصابات النخاع الشوكي”. وإذ لفت شواب إلى الكلفة الباهظة التي تتطلبها الأبحاث، أكد أهمية الملايين التي يجمعها سباق “وينغز فور لايف” العالمي سنوياً التي “لا تمكّن مؤسسة وينغز فور لايف من تمويل عدد أكبر من المشاريع فحسب، بل تتيح لها أيضًا إجراء دراسات سريرية ذات كلفة باهظة.”


Posted

in

by

Tags: