كشف باحثون في كاسبرسكي عن نتائج التحليل العالمي لتطبيقات الملاحقة (Stalkerware)، وهي برمجيات تجسس متاحة تجاريًا وغالبًا ما تُستخدم للإساءة لأحد أطراف العلاقة الزوجية. وقال الباحثون إن 968 مستخدمًا في المملكة العربية السعودية اكتشفوا، بعد تثبيت حل أمني من كاسبرسكي لحماية الأجهزة المحمولة، أن لديهم برمجيات ملاحقة مزروعة على هواتفهم من دون علمهم. واستجابة لهذه النتيجة، حرصت مجتمعات أمن تقنية المعلومات والأبحاث ومنظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية المعنية، على مضافرة خبراتها وتقديمها في دورة تدريبية تخصصية جديدة عبر الإنترنت، تتيح للمسؤولين الحكوميين في الجهات ذات العلاقة، والعاملين في مؤسسات دعم الضحايا والخدمات الاجتماعية، وبرامج دعم الضحايا، التعرف على أفضل السبل لمكافحة الأوجه الرقمية للعنف القائم على النوع الاجتماعي، مكافحة فعالة.
وتُعد تطبيقات الملاحقة برمجيات تجارية يمكن شراؤه من قبل الأفراد العاديين واستخدامها للتجسس على الحياة الخاصة لشخص آخر عبر جهازه الذكي، وغالبًا ما تُستخدم لتبرير العنف المنزلي تجاه شريك الحياة. وتتراوح أنواع البيانات الشخصية المنقولة إلى منتهكي الخصوصية من خلال هذه التطبيقات البرمجية بين تحديد الموقع الجغرافي، والرسائل المتبادلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن القدرة على تشغيل كاميرا الجهاز في أية لحظة.
ووفقًا لتقرير كاسبرسكي حول “حالة برمجيات الملاحقة”، فقد تم إشعار ما لا يقل عن 53,870 مستخدمًا للهواتف المحمولة في جميع أنحاء العالم بوجود مثل هذا التطبيقات على هواتفهم، بعد تثبيت أحد الحلول الأمنية المتخصصة من كاسبرسكي. وتتوزع دول منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا بين الدول الخمسين الأعلى استهدافًا بهذه البرمجيات، إذ تحتل مصر المرتبة 14 بواقع 680 مستخدمًا، تليها تركيا بـ 644.
ويعمل الشركاء في تحالف “ديستوك” DeStalk، منذ فبراير 2021، على تطوير دورة التعلم الرقمي المتخصصة، بهدف تقديم مساعدة أفضل للضحايا ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت. ووفقًا للمعهد الأوروبي للمساواة بين الجنسين، تعرّضت امرأة من كل عشر نساء من سن 15 عامًا، للعنف عبر الإنترنت. كذلك تعرضت 70% من النساء اللواتي جرت ملاحقتهن عبر الإنترنت، إلى شكل واحد على الأقل من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي من قبل شركاء حياتهنّ.
وتأتي الدورة التدريبية عبر الإنترنت لتشكل محطة مهمة على طريق سدّ الفجوة المعرفية، بعد أن أصبحت الإساءة عبر الإنترنت مشكلة معروفة، لكن المسؤولين المعنيين بحاجة إلى مزيد من المعرفة لتعزيز قدرتهم على تمييز حالات استخدام العنف والملاحقة الرقمية، وإيقافها.
وطوّرت كاسبرسكي حزمة التعلم الرقمي بالتعاون مع عدد من المنظمات، مثل Fundación Blanquerna وUna Casa per l’Uomo وRegione del Veneto وWWP EN. يتم تقديم الدورة على منصة كاسبرسكي المؤتمتة للتوعية الأمنية، إحدى المنصات التعليمية التابعة للشركة. وأصبح العمل في الدورة التدريبية عبر الإنترنت ممكنًا بفضل دعم برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة التابع للمفوضية الأوروبية.
وأعرب تانغاي دي كوتبون المدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا لدى كاسبرسكي عن شعوره بالفخر لتولّي الشركة “زمام القيادة” في العمل على تطوير التعلّم الرقمي في إطار تحالف “ديستوك”، مؤكّدًا حرص كاسبرسكي على التعاون مع شركائها الخبراء في مجالات البحث والتعليم، علاوة على منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية المعنية، بُغية تطوير محتوى قيّم لهذا التدريب المهم حول العنف والملاحقة الرقمية.
وأضاف: “استطعنا، بمضافرة خبرتنا المشتركة وجهودنا من مختلف التخصّصات، تصميم دورة تدريبية فريدة تُقدّم عبر الإنترنت على منصتنا، تقوم على منهجية التعلم التخصصي ومسارات التدريب المؤتمت، بهدف زيادة قدرات المهنيين العاملين في مجال مكافحة العنف المنزلي لدى السلطات الحكومية المعنية، ما سيُمكّن المستخدمين من اكتساب القدرات المطلوبة بسرعة وصقل المهارات اللازمة لدعم ضحايا العنف الملاحقة الرقمية”.
ويمكن للموظفين الحكوميين المعنيين والمهتمين الذين يرغبون في المشاركة في التدريب تسجيل اهتمامهم عبر نموذج التسجيل المتاح على موقع تحالف “ديستوك”.
هذا، وتقدم كاسبرسكي التوصيات التالية للمستخدمين الذين يشتبهون في تأثرهم ببرمجيات الملاحقة:
- www.stopstalkerware.org.
- فيديو التحالف حول برمجيات الملاحقة وسبل الحماية منها، وذلك على الصفحة الرئيسة المتاحة بالإنجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية. وثمّة صفحة مخصّصة للضحايا والناجين تساعدهم على اكتشاف برمجيات الملاحقة وإزالتها ومنعها.
- Kaspersky Internet Security for Android، لفحص الأجهزة واكتشاف ما إذا كانت تحتوي على برمجيات ملاحقة مثبتة. وينبغي عدم التسرّع في إزالة البرمجية حال العثور عليها، الأمر الذي قد يلاحظه الشخص الذي ثبتها على الجهاز، فمن المهم اعتبار المعتدي خطرًا محتملًا على السلامة الشخصية، وقد يُصعِّد في بعض الحالات من سلوكياته المسيئة ردًا على ذلك.