نظمت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة مائدة مستديرة إفتراضية ناقش فيها متحدثون رفيعو المستوى من حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ومملكة إسبانيا و منظمة التجارة العالمية ، وصندوق النقد الدولي ، ومركز التجارة الدولية ، و لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، عن تأثير جائحة كوفيد -19 على التجارة في المنطقة العربية و خلق الفرص التجارية في مرحلة ما بعد كوفيد
م. سنبل ، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة: “لقد أظهر جائحة COVID-19 بشكل أكثر وضوحًا أهمية برنامج المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (أفتياس 2.0) ، داعيًا الدول المانحة ومنظمات التنمية الدولية للانضمام إلى البرنامج والمساهمة في المهمة الهائلة المتمثلة في دعم البلدان في المنطقة العربية.
نظمت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ، يوم 25 مارس 2021 ، مائدة مستديرة افتراضية حول المرحلة الثانية من مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس 2.0) تحت عنوان “مساهمة برنامج الأفتياس 2.0 في الانتعاش الاقتصادي بعد كوفيد -19. من خلال خلق فرص عمل جديدة “. و أبرز المتحدثون والمشاركون في المائدة المستديرة جوانب مختلفة من مجالات عمل الأفتياس 2.0، كالتخفيف من حدة الفقر ، وخلق فرص العمل الشاملة ، وتعزيز الأداء الاقتصادي في الدول الغير مستقرة ، والحد من الهجرة.
ترأس المائدة المستديرة المهندس هاني سالم سنبل ، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ورئيس مجلس إدارة برنامج الأفتياس بجانب السيد فريدريك آجاه يونوف ، نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية. وشهدت المائدة إلقاء معالي الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي ، وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتجارة الخارجية ، ومعالي الدكتورة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية ومعالي الدكتور محمود محي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي كلمات تلاها سلسلة من المناقشات والمداخلات بالإضافة إلى تقديم عرض موجز للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة حول برنامج الأفتياس 2.0.
ففي كلمته الافتتاحية استعرض معالي معالي الدكتور/ ماجد القصبي، وزير التجارة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتجارة الخارجية عن دور المملكة العربية السعودية في تأسيس برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية في مرحلته الأولى إيمانا منها بأهمية النهوض بأهمية النهوض بالتجارة في الوطن العربي.. كما أضاف معاليه إلى “تتطلع المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الإستفادة المثلى من المرحلة الثانية من برنامج الأفتياس بهدف تعزيز تنافسية المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة للمساهمة في تحقيق الهدف الإستراتيجي لرؤية المملكة 2030 المتمثل في الرفع من مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي من 20%إلى 35%.”
ومن جانبها أعربت معالي الدكتورة نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية عن امتنانها للانضمام برنامج الإفتياس 2.0. كما أعلنت معالي الوزيرة عن مواصلة دعم مصر للبرنامج في مرحلته الثانية مؤكدة التواصل ببذل كل الجهود “لإنجاح هذا البرنامج الذي تنعقد عليه آمالاً كبيرةَ للنهوض بالتجارة في وطننا العربي التي مازالت في مستويات ضعيفة مقارنة ببقية التكتلات والتجمعات الإقليمية في العالم.”
وتحدث معالي الدكتور محمود محي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي عن كيف يمكن لبرنامج الأفتياس 2.0 أن يعزز الاستقرار والنمو الاقتصادي في البلدان العربية، واستعرض خلال مداخلته عن الوضع الاقتصادي و السوق في المنطقة العربية وأوضح أن التجارة في العالم والمنطقة العربية خاصة ممكن تؤدي إلى تحسين الآفاق المستقبلية من خلال: الأمن الغذائي والتوظيف والإيرادات المحلية والقدرة على الصمود.
ومن جانبها، تحدثت السيدة رولا دشتي ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) ، في المائدة المستديرة ، وقدمت للحاضرين تقييمًا لتأثير كوفيد -19 على التجارة العالمية وفي المنطقة العربية بشكل خاص كما تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المنطقة. كما قدمت الدكتورة باميلا كوك هاملتون ، المديرة التنفيذية للتجارة الدولية عرضًا حول إنشاء الأعمال التجارية وطرق تسريع تدويل رواد الأعمال الشباب في الدول العربية في سياق ما بعد كوفيد. وألقت السيدة ماريا مولينا ، رئيسة إدارة التعاون مع العالم العربي وآسيا في الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي بإسبانيا ، كلمة حول الحد من الهجرة من خلال خلق فرص عمل لائقة في الدول العربية ودول شمال إفريقيا خاصة.
وفي حديثه عن أهمية المائدة المستديرة قال المهندس سنبل ، الرئيس التنفيذي لـلمؤسسة، ” لقد أظهرت جائحة كورونا بوضوح أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم لا تعترف بالحدود، وأن التعاون هو مفتاح التغلب عليها. وفي هذا السياق، يوفر الأفتياس 2.0، كبرنامج إقليمي، منصة مناسبة لمختلف الشركاء التنمويين للتعاون بشكل مباشر من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بفعالية أكبر”. ودعا الرئيس التنفيذي من الدول المانحة والمنظمات الدولية التنمويين للانضمام إلى البرنامج “لتحقيق ما نصبوا اليه من أهداف لمواجهة التحديات لضمان حياة أفضل لشعوب منطقتنا العربية.”
تم تصميم المرحلة الثانية من برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس 2.0)، من قبل المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عام 2020، وذلك بعد الانتهاء من تنفيذ مرحلته الأولى بنجاح عام 2018. وتمت عملية تصميم برنامج الأفتياس 2.0 بالإعتماد على الدروس المستفادة من المرحلة الأولى ونتائج التشاور مع الدول العربية والمنظمات الدولية ذات الصلة. ويتمثل الهدف العام للبرنامج في “خلق بيئة أكثر شمولاً للتجارة الدولية في المنطقة العربية من خلال خلق فرص العمل”. ويركز برنامج الأفتياس 2.0 بشكل خاص على خلق فرص عمل للشباب والنساء، وبالتالي التخفيف من الأثر السلبي لجائحة كورونا في المنطقة العربية، والمساهمة في الاستقرار وتخفيف ضغوط الهجرة. وسيتم إطلاق البرنامج يومي 29 و 30 يونيو 2021، حيث سيستمر تنفيذه لمدة خمس سنوات.