دبي، الإمارات العربية المتحدة-: تستعد بولندا للمشاركة في النسخة الثلاثين من معرض سوق السفر العربي 2023، والمقام في دبي في الفترة من 1 إلى 4 مايو في مركز دبي التجاري العالمي. وتستعرض منظمة السياحة البولندية جمال بولندا وغنى طبيعتها ومدنها الساحرة أمام الآلاف من المحترفين والعاملين في مجال السفر والإعلام من جميع أنحاء العالم على مدى أربع أيام متتالية.
من جبال تاترا الشاهقة إلى بحر البلطيق البري، تمتلئ بولندا بالمدن النابضة بالحياة المعروفة بتراثها الثمين والهندسة المعمارية المذهلة والمناظر الطبيعية الرائعة. وسواء كنتم من رواد الشواطئ بقصد الترفيه أو محبي رياضة المشي لمسافات طويلة أو عشاق المدن العريقة والأنشطة الصباحية تعتبر بولندا وجهة أوروبية مثالية للزوار من الشرق الأوسط وموطنًا للعديد من مناطق الجذب والمعالم السياحية القادرة على إسعاد الجميع.
وارسو وكراكوف
يجب أن ترى هاتين المدينتين في رحلتك عبر بولندا، كلاهما يمثّل الخيار الأفضل بالنسبة للتجربة الثقافية، وهما تعدان المحورين الأفضل لاكتشاف مناطق أخرى من البلاد. تعدّ مجمعات المدينة القديمة في كل من كراكوف ووارسو من مواقع التراث العالمي المسجلة في اليونسكو. لكن القصة وراءها مختلفة تماماً، لم يتغيّر المخطط الحضري لمدينة كراكوف على مر القرون، والمسافرون اليوم من جميع أنحاء العالم يعجبون بالأنماط المعمارية للعصور المختلفة. دُمِّرت وارسو بالكامل خلال الحرب العالمية الثانية، وأُعيد إعمارها في السنوات اللاحقة، واليوم يطلق عليها تحفة إعادة الإعمار لأن الجزء القديم من المدينة يبدو تماماً كما كان قبل الحرب.
مواقع اليونسكو
مواقع التراث العالمي لليونسكو هي إحدى النقاط الرئيسية للأنشطة الترويجية هذا العام 2023، وعند البدء في أي رحلة من كراكوف ووارسو كنقاط انطلاق سيسهل على الزوار اكتشاف المواقع المدرجة ضمن قوائم اليونسكو، فمن كراكوف يمكن للزوار الوصول إلى: فياليتشكا، مناجم بوخنيا للملح الملكي، الكنائس الخشبية في جنوب مالوبولسكا، منجم تارنوفسكي غوري للرصاص والفضة والزنك، ونظامه الخاص في إدارة المياه الجوفية، ومعسكر أوشفيتز بيركيناو سيئ الصيت. ومن وارسو يمكن للزوار الوصول إلى تورون – مدينة القرون الوسطى ومسقط رأس عالم الفلك الشهير نيكولاوس كوبرنيكوس، وقلعة النظام التوتوني في مالبورك، وعلى المشروع الأطول كزيميونكي، منطقة تعدين الصوان التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وغابة بيالوفيجا.
الطبيعة البكر
غابة بيالوفيجا هي أيضاً إحدى أشهر المتنزهات الوطنية في بولندا والبالغ عددها 23 متنزهاً، وهي الغابة البدائية الوحيدة في أوروبا حيث يسكن البايسون الأوروبي. ومن الأفضل أن تتم مراقبة الطبيعة الجامحة والحياة البرية في الغابات من خلال مسار إرشادي يتعرّج عبر التضاريس. المتنزهات الأخرى في المنطقة المجاورة هي متنزهات نارفيانسكي وبيبجانسكي الوطنية. ولاستكشاف جمال أكبر المتنزهات الوطنية لست بحاجة إلى السفر بعيداً عن وارسو، فمتنزه كامبينوفسكي الوطني يقع بجوار المدينة.
أما المتنزهات الوطنية التي يسهل الوصول إليها من كراكوف فتتضمن متنزهات أويتسوفسكي وبيانينسكي وتاتشانسكي وغورتشانسكي الوطنية. إن تنوّع المناظر الطبيعية مذهل، فمتنزه أويتسوفسكي، وهو الأصغر، يعرض هياكل جيولوجية فريدة من نوعها، وكهوف ينبغي استكشافها. بينما يشتهر متنزه بيانينسكي بمضيق نهر دونايتس المذهل، في حين يذهلك متنزه تاتشانسكي بالجبال الرائعة والبحيرات الجبلية الجميلة ويغريك بالمشي لمسافات طويلة في الوديان. لقضاء عطلات خضراء جميلة.
لا يتعيّن على المرء أن يقتصر على المتنزهات الوطنية، فمن كراكوف يمكن للزوار الوصول إلى المنتجعات الجبلية المنتشرة في جنوب بولندا، ومن وارسو بإمكانهم قيادة السيارة إلى منطقة بحيرة مازوري التي توفر العديد من الخيارات لقضاء وقت ممتع في بيئة ساحرة من التلال المتدحرجة والغابات والمناطق الريفية وبالطبع البحيرات. وبمجرد الوصول إلى المنطقة يحرص الزوار على خوض تجربة التطواف على طول قناة إلبلاسكي والتي تتضمن أيضاً الجولات والتنزه على المسطحات الخضراء.
الذكرى 550 لميلاد نيكولاوس كوبرنيكوس
تورون هي مثال مبهر لمجمع العمارة القوطية، وهي أيضاً مسقط رأس عالم الفلك الشهير نيكولاوس كوبرنيكوس، تم تحويل المنزل الذي كانت تسكنه عائلة كوبرنيكوس إلى متحف يجمع بين أحدث تقنيات الوسائط المتعددة وبين نسيج تاريخي لمنزل من العصور الوسطى، وينتظر زائري المتحف معرفةٌ وإثارةٌ تسلّط الضوء على ثلاث مسائل: المعرفة القديمة والمعاصرة، والحياة اليومية لعائلة من الطبقة المتوسطة في منزل من العصر الهانزي المتأخر، وحياة وأعمال نيكولاوس كوبرنيكوس.
يأخذ مسار كوبرنيكوس المتاح للزوار إلى أماكن أخرى حيث عاش وعمل، ومن بين أمور أخرى يتوقف الزوار عند مدن أولشتين، مالبورك، ليدزبارك فارمينسكي، فرومبورك، على سبيل المثال لا الحصر، وهي أيضاً مناطق معروفة بالعمارة القوطية الباهرة، والأكثر إثارة للإعجاب هي القلاع المبنية بالطوب والتي كانت بمثابة حصون ومقرات للحكام.
المزيد من المدن للاستكشاف
فروتشلاف، غدانسك، بوزنان، لودش، تقدم كل مدينة من هذه المدن تجربة فريدة وتحكي تاريخها الرائع، وكل منها تشكل وجهات مثالية للرحلات الثقافية والاستمتاع والتسوق. تعد غدانسك المدينة الأكثر شهرة من المدن الثلاث الأخرى، فهي مدينة ساحلية تنبض بالحياة، ومتاحفها الرائعة تروي حكاية أكثر من ألف عام من تاريخ المنطقة، وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن فرص تسوق وهدايا فريدة من نوعها، فإن العنبر شيء ينبغي التعرف إليه، ومعرض سانت دومينيك هو المكان المناسب لذلك.
لودش هي أكبر مدينة في بولندا بعد وارسو، وتعد ظاهرة ثقافية ومكاناً مذهلاً يسكنه كبار الفنانين والعلماء والصناعيين. إنها مدينة حديثة ومتجذرة في التقاليد، مدينة ذات تراث متعدد الثقافات للبولنديين والألمان واليهود والروس. فروتشلاف هي مدينة مزدحمة في جنوب غرب بولندا، تتميز بتاريخ معقّد يمتد لعدة قرون، وتدين المدينة لهذا التاريخ بعدد كبير من المواقع التاريخية. هناك مواقع واضحة تذكّر بالحكم التشيكي والألماني والبولندي. وتراثها يجعلها مدينة أوروبية حديثة، ومدينة لا بد من اختبارها. بوزنان، المدينة الخلّابة، هي اليوم مركز اقتصادي وعلمي وثقافي وسياحي رئيسي في غرب بولندا، وهي موطن لأهم مجمع معارض تجارية في البلاد.
التسوق
إحضار الهدايا والتذكارات من الرحلة أمر لا بد منه، ولكن لجعلها ذات قيمة ينبغي أن تكون من أصل محلي، وأن تعبّر عن الحرف والفنون والتقاليد المحلية. تشتهر بولندا بالعنبر والفضة، وبصرف النظر عن القلائد الكلاسيكية وعن تلك المصقولة والذهب المسبوك، يجدر البحث عن نماذج أصلية مصنوعة بأيدي الفنانين الشباب، فحجر الصوان المخطط الفريد من نوعه، وحجر التفاؤل، يحتلان مكانتهما بين المجوهرات.
تشتهر بولندا أيضاً بالزجاج والخزف الجميل. أفضل مثال هو كريم الكوبالت من بولسلافيس. كما تشتهر بولندا أبضاً بزخارف شجرة عيد الميلاد المرسومة يدوياً. ومن الجدير أيضاً شراء منتجات الـ “سلو فوود” في بولندا، فبمجرد وصول الزوار إلى تورون يقومون بشراء خبز الزنجبيل الحار.