تمتلكُ الفنانة ُالتشكيلية السعودية العالمية شاليمار شربتلي شهرة ًواسعة ًفي عالم الفن التشكيلي، بعد أن نجحت في حجز مكانًا متقدمًا لابداعاتها الفنية في متاحفٍ عالميةٍ بحجم اللوفر الفرنسي والعديد من المعارض الدولية الأخرى، إلا أن أهم ما يميز شاليمار كفنانةٍ.. القدرة على خلق مساحاتٍ فنيةٍ مختلفةٍ ومبتكرةٍ من خلال قدرتها على إبداع مكوناتٍ لونيةٍ ضمن ما يعرف بفن “الموفينج آرت” الذي ابتكرته شاليمار، بهدف جعل الفن أسلوب حياة، وإخراج اللوحاتِ الفنيةِ التشكيلية المعلّقة على الجدران إلى فضاءات الحياة الرحبة، للارتقاء بالذوق العام للأفراد وإضفاء لمساتٍ جماليةٍ وخبراتٍ بصريةٍ على أدوات الحياة البسيطة.
منذ طفولتها ارتسمت ألوان الدنيا في عينيها وكوّنت عندها ثقافةً بصريةً جعلتها تقفز بسرعةٍ إلى عالم النضج الإنساني. طفلة كانت شاليمار شربتلي تراقب أصابع والدتها تحمل الريشة، ومراهقة عرفت الشهرةِ على غلافِ مجلة “صباح الخير” المصرية. تقول : “أنا رسامة والرسام يلعب على التاريخ” وتضيف أن شهرة زوجها المخرج المصري الكبير خالد يوسف أضافت إلى شهرتها لا إلى فنّها. صنفت شاليمار بين أكثر 100 امرأة تأثيراً في الفنون والثقافة لكنها تعتبر “تقييمها كإنسانة يأتي قبل أي تصنيف”.
زينت جدارياتها مدينة جدة عروس البحر الأحمر” 2005- 2007م” كما زينت سياراتها المرسومة شوارعَ مدينة جدة بالألوان، وتفخر شاليمار بأنها رسمت لمؤسسة أندريا بوتشلي الخيرية على سيارة فيراري قديمة بيعت بسعر خيالي في مزاد علني افتتحته الملكة رانيا، ورسمت يدوياً سيارة فورمولا اختارتها شركة ” Boss ” لتدخل بها السباق، وقبلها رسمت على سيارة بورش عُرِضت على مدخل متحف اللوفر في سابقة هي الأولى من نوعها كما عرضت أعمالها فيه أربع مرات، الفنانة ُالعربية ُالوحيدةُ التي وقع اختيار فندق “نجرسكو” الذي يُعد من أعرق وأفخم فنادق مدينة نيس الفرنسية، على نموذجٍ مبتكرٍ لسيارةٍ من تصميمها ، لتتوسط البهو الرئيسى للفندق، والذي يضم مجموعةً نادرة ًمن المقتنياتِ لأهم فنانى العالم، ومنهم مايكل أنجلو، رافاييل سانزيو، رونالدو دافينشى، سلفادور دالى، بابلو بيكاسو.
محطةٌ أخرى مهمةٌ في مسيرتها الفنية تفتخر شاليمار شربتلي دائما بالإنجازالعالمي الذي حققته للحركة ِالتشكيليةِ السعوديةِ، عندما فازت بالجائزة الشرفية الأولى (جائزة حفيد ريتوار) في صالون الخريف في دورته رقم 106 بحضور نخبةٌ من فناني ونقادِ العالم يتقدمهم وزيرُ الثقافةِ الفرنسي وسفيرُ أسبانيا في فرنسا و500 فنان من أشهر فناني العالم من 35 دولة.
شاليمارشربتلي سفيرةُ النوايا الحسنةِ ومونمارتر”حي الفنون الفرنسي وساحته الشهيرة ” تارتر” “ساحة الفنانين والرسامين وفيها مر بيكاسو، ومن قبله فان كوخ، ومن بعدهما كثيرون”، ورائدة فن «الموفينغ آرت» الذي ينقلُ المتحفِ إلى الشارع، تكريماً لفنها قدم لها الرسام خوان راميز ريشة سلفادور دالي لترسم بها ومعه أقامت معرضين. تقول شربتلي “من حق الرسام أن يضع عينه على العالمية ولكنها لن تمنح له إذا كان لا يستحقها”، حازت شاليمار على جائزةِ ماتيس وفي جامعة أوكسفورد عُلِقت لوحة ٌ لها على مبنى يحمل توقيع زُهى حديد ، لكن يبقى أحب أعمالها إلى قلبها معرض أقامته في القاهرة حولت فيه قصائد الشاعر فاروق جويدة إلى لوحاتٍ فنيةٍ، وحين افتتح الشاعر الكبير فاروق جويدة والفنان العالمي صلاح طاهر المعرض الذي كان حديث الصحافة العربية والعالمية، وصف الشاعرُ المصري الكبيرُ فاروق جويدة تجربةَ شاليمار التشكيلية بالقولِ: استطاعت أن تفتح لنفسها أفاقًا أوسع، وترى عالمًا أكبر، وهنا اتسعت تجاربها الفنية مع السفرِ والرؤى والبشر ِوالحياةِ.. وصارت لوحاتها أكثرَ رحابةً مما ترى وأكثرَ عمقًا مما عرفت أو شاهدت.. وتوحدت تجربتها الفنية مع تجاربها في الحياة، ومع الناس لتُقدم لحنًا خاصًا، ومعزوفةً جميلةً تحررت فيها من أشياءٍ كثيرة ٍوإن حافظت على الجذور والأصول والهوية، ويخلُص ُجويدة للقول: هي فنانة ٌتؤمن بعالميةِ الألوان، وإنسانيةِ الإبداعِ. وأننا لسنا جزءا من هذا الكون ولكن الإنسان هو الكونُ كُله.