الرياض، المملكة العربية السعودية -:
يسلّط الإصدار الثالث من مجلة التنقل الذاتي لـ “آرثر دي ليتل” الضوء على حالات الاستخدام البارزة التي بدأت نتائجها تتبلور في منطقة الشرق الأوسط
تسعى المملكة العربية السعودية إلى المضي قدماً في تطوير أنظمة التنقل الذاتي من خلال مشاريع المدن الذكية والمؤسسات البحثية الخاصة تتمتع المملكة بوضع جيد يؤهلها لمواكبة متطلبات عصر التنقل الذاتي خاصةً مع التطورات التي شهدها قطاع النقل العام بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030
نشرت آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، الإصدار الثالث لمجلتها الخاصة بالتنقل الذاتي، والذي أشارت فيه إلى التغيرات التي طرأت على العديد من عادات وسلوكيات الأفراد في أعقاب تفشي جائحة كوفيد – 19، إضافة إلى التحولات التي شهدتها قطاعات الأعمال المختلفة بما في ذلك قطاع التنقل، الذي يشهد حالياً توجه أعداد متزايدة من الركاب نحو استخدام وسائل التنقل التي تعتبر أكثر أماناً وسلامةً من الناحية الصحية. ويشرح خبراء “آرثر دي ليتل” هذه النتائج وغيرها في العدد الثالث ضمن سلسلة مجلة “التنقل الذاتي” Autonomous Mobility Journal التي تختص بتغطية أحدث التطورات على صعيد مشاريع التنقل الذاتي في جميع أنحاء العالم، مع تسليط الضوء على المتغيرات المتسارعة التي يشهدها القطاع وحالات ومجالات الاستخدام البارزة، والدور المحوري الذي يلعبه مزودو حلول التنقل فضلاً عن استراتيجيات الحكومات وجهودها لمواكبة المتطلبات المستقبلية في قطاع التنقل.
جائحة كوفيد – 19 إلى تحولات واسعة النطاق عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع التنقل الذي شهد تغييرات عديدة في توجهات وسلوكيات المستهلكين. وتقدم التطورات الأخيرة العديد من الدروس التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار مثل أهمية متابعة التطورات وتنفيذ مشاريع جديدة لمواكبة المتطلبات المستقبلية. ويكشف أحدث تقاريرنا للتنقل الذاتي أن الحكومات والجهات المسؤولة عن قطاع النقل يمكن أن يكون لها تأثير أكبر في مشاريع التنقل، وتشهد المملكة العربية السعودية العديد من المشاريع الرائدة الرامية إلى تسريع اعتماد أنظمة التنقل الذاتي لتلبية احتياجات السكان وضمان مستقبل أكثر استدامة”.
وتشير مخرجات التقرير الجديد إلى أن العديد من البلدان حول العالم تتسابق في الوقت الراهن لتطوير أنظمة تنقل تتناسب مع متطلبات المستقبل وتتمحور حول احتياجات السكان، وتتمتع المملكة العربية السعودية بوضع جيد يخولها ريادة مجال التنقل الذاتي عالمياً بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي وضعت خارطة طريق واضحة لمستقبل المملكة. فإلى جانب الخطط الطموحة لدفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال تنويع الاقتصاد والتركيز على القطاعات غير النفطية وتسريع التحول عبر مختلف المجالات، من المتوقع أن يشهد قطاع النقل في المملكة تطوراً ملحوظاً ولاسيما مع الخطط العملية لتبني أنظمة المركبات ذاتية القيادة.
وقد أصبحت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) رائدة في مجال التنقل الذاتي بعد تدشينها أول مركبة ذاتية القيادة على مستوى المملكة في حرمها الجامعي في عام 2019، فمن خلال الاستفادة من الخبرة التشغيلية التي قدمتها الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو)، إضافة إلى الخبرة العلمية والتكنولوجية التي قدمتها كل من “لوكال موتورز” وإيزلي مايل”، مهدت جامعة الملك عبدالله الطريق لتجربة المركبات ذاتية القيادة في المملكة، كما أكدت هذه المبادرة أهمية الشراكات الإستراتيجية في مشاريع تبني المركبات ذاتية القيادة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل المركبات ذاتية القيادة ركيزة أساسية في مشروع مدينة نيوم الذكية في المملكة والذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار أمريكي[1]، حيث يعمل فريق من المصممين والمهندسين والفنيين على تصميم نظام تنقل متكامل يعتمد على المركبات ذاتية القيادة[2]. وعلى الرغم من كون المشروع لا يزال في بدايته ضمن خطة تطوير مدتها خمس سنوات، إلا أنه
سيساهم عند اكتماله في توفير مستوى أعلى من التنقل الذاتي في المدينة. وتساهم مثل هذه الجهود الهادفة إلى تطوير حلول مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المستقبلية لسكان المملكة العربية السعودية في خلق بيئة تمكينية ناجحة للمركبات ذاتية القيادة.
وأضاف سالم: ” لقد حددت المملكة العربية السعودية منذ عدة سنوات الحاجة إلى أنظمة تنقل حضري أكثر استدامة ومرونة وتركيزاً على متطلبات الإنسان. ولذلك، فإن نجاح مثل هذه المشاريع في جميع أنحاء البلاد لا يُعد أمراً مفاجئاً، حيث كان الابتكار بمثابة المحرك الرئيسي وراء التوجه المتزايد نحو تطوير مشاريع التنقل الذاتي على مستوى المملكة، ويمكن أن يساهم الجمع بين الأساليب المبتكرة والرؤى المستقبلية وأحدث التقنيات في تطوير نهج قوي لتمكين المزيد من التقدم على صعيد أنظمة التنقل، وبالتالي توفير فوائد متعددة للمجتمع السعودي لأجيال قادمة”.
ويقدم الإصدار الجديد من مجلة التنقل الذاتي، الذي تم إعداده في ضوء أبحاث أجريت على الصعيدين الإقليمي والدولي، نظرة عامة وشاملة على أحدث المشاريع الرائدة التي من المقرر أن يكون لها تأثير واضح عبر المشهد الحضري في السنوات القادمة. ويشرح التقرير، بالتفصيل، العناصر الإستراتيجية الضرورية لنجاح مشاريع أنظمة التنقل الذاتي، ويقدم توصيات حول كيفية قيام الهيئات المسؤولة عن قطاع النقل بتبسيط الأجراءات والعمليات التشغيلية لمثل هذه المشاريع. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من المناطق الرئيسة التي ركزت عليها آرثر دي ليتل في دراستها الجديدة.
وأشارت مخرجات الدراسة أيضاً إلى أن نحو ثلث السكان في بعض المدن قد توقفوا عن استخدام وسائل النقل العام نتيجة عمليات الإغلاق التي صاحبت جائحة كوفيد – 19، إضافة إلى اعتماد الشركات سياسة العمل عن بُعد، والتزام السكان بالبقاء في المنزل، وجميعها عوامل أدّت إلى انخفاض حجم التنقل. وفي سيناريو ما بعد الجائحة، سيتم إلغاء العديد من الإجراءات التي فُرضت إبان الجائحة، وبالتالي سيعود عدد كبير من الركاب إلى العادات السابقة، بينما من المتوقع أن تبقى إجراءات أخرى كما هي عليه اليوم كجزء من الواقع الجديد.
يمكن تنزيل نسخة كاملة من التقرير هنا.