معرض الشرق الأوسط الزراعي ينطلق في مركز دبي التجاري العالمي ويدعو الجهات الفاعلة في القطاع إلى التعاون لتحقيق لتحقيق الأمن الغذائي المستدام

برعاية وزارة التغير المناخي والبيئة

الدورة الأضخم في تاريخ المعرض تشهد مشاركة ما يزيد على 250 جهة عارضة من أكثر من 150 دولة

وزارة التغير المناخي والبيئة تؤكد التزامها بتلبية 100% من متطلبات الحكومة السنوية من الغذاء والزراعة من المصادر المحلية بحلول عام 2030

جلسات المعرض تؤكد أن النقص في الكفاءات الماهرة هو من أبرز أسباب عدم قدرة القطاع على التكيف مع أحدث التقنيات في المنطقة

 

دبي، الإمارات العربية المتحدة –: تحت رعاية وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، انطلقت بالأمس فعاليات معرض الشرق الأوسط الزراعي، المعرض الأضخم والأكثر تطوراً في قطاع الزراعة على مستوى المنطقة، في مركز دبي التجاري العالمي لتستمرّ حتى اليوم (10 أكتوبر) بمشاركة جهات فاعلة في قطاع الزراعة إقليمياً وعالمياً التي تستعرض أحدث الابتكارات الكفيلة بالارتقاء بمستقبل الأمن الغذائي.

وتشهد دورة هذا العام والمستمرة ليومين نقاشاتٍ هامة حول الاتجاهات التي تشكل المشهد العام للقطاع، في الوقت الذي تستعد فيه دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) خلال شهر نوفمبر المقبل.

افتتح المعرض رسمياً سعادة المهندس محمد موسى الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي بوزارة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات.

وخلال كلمته، أكد سعادته إن تعزيز الأمن الغذائي المستدام واحداً من أهم الأهداف الاستراتيجية للإمارات، مشيراً إلى أن تعزيز نظم الزراعة والغذاء المستدامة تمثل أيضاً ركيزة لجهود الدولة خلال مؤتمر الأطراف COP28 المقرر انطلاقه في الإمارات الشهر المقبل.

وقال سعادته: “تمثل نظم الزراعة والغذاء المستدام أحد الحلول المبتكرة لتعزيز الأمن الغذائي بالإضافة إلى المساهمة في العمل المناخي في ظل تسبب نظم الغذاء التقليدية بحوالي ثلث الانبعاثات العالمية. وتعمل دولة الإمارات على هذا النهج في إطار الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي من خلال تطبيق تكنولوجيا الزراعة الحديثة التي تعمل على توفير الموارد الطبيعية من المياه ولا تحتاج في معظمها إلى تربة. وتمتلك الإمارات العديد من المبادرات والمشاريع الزراعية في هذا المجال”.

وأضاف سعادته: “أطلقنا في الإمارات مبادرة تعزيز استدامة المزارع الوطنية التي نهدف من خلالها إلى تعزيز الإنتاج المحلي من الغذاء وزيادة دخل المزارعين من خلال زيادة نسبة المشتريات الحكومية من تلك المزارع وصولاً إلى 100% بحلول عام 2030”.

وأعرب سعادة الأميري عن سعادته برعاية معرض الشرق الأوسط الزراعي الذي يعكس التزام وزارة التغير المناخي والبيئة بدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الامن الغذائي الوطني.

وشهدت الجلسات الافتتاحية الرئيسية مشاركة بارزة من قبل هنري جوردون سميث، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أجريتكتشر، الذي تطرق إلى آليات مواكبة الأعداد السكانية المتزايدة ونقص العمال المهرة في أحدث التقنيات وغيرها من مواضيع هامة أخرى، موضحاً: “تشكل الصحراء ثلث العالم وهي آخذة بالاتساع، لذا علينا معرفة ما هي الآليات المناسبة لتلبية احتياجات أعداد السكان المتزايدة، خصيصاً في ظلّ تناقص الأراضي الصالحة للزراعة وانخفاض مصادر المياه. وأعتقد اليوم أن اثنتي عشرة دولة من أصل سبعة عشر دولة تعاني من انعدام الأمن المائي تقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبذلك يُمكن القول بأنّ الزراعة المستدامة هي أمرٌ ضروري ولا بدّ من البدء بأخذها في عين الاعتبار. ويتعلق الموضوع بالحفاظ على البيئة واستخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة، ويُمكن القول أن تحقيق النجاح الاقتصادي يتطلب  الاستدامة التي تتطلب بدورها إيجاد التوازن بين التزايد السكاني والحفاظ على الكوكب وتحقيق الأرباح”.

وأضاف سميث: “أجرينا مؤخراً دراسة تظهر أن معظم المزارع في الإمارات العربية المتحدة ومصر تواجه فجوات في العمالة الماهرة. لذا، ما يحدث هو أن هناك الكثير من العاملين الذين يدخلون السوق ولديهم فهم أساسي للتكنولوجيا ولكنهم لا يفهمون تماماً كيفية استخدامها بشكل صحيح لاستغلال إمكاناتها أو تنفيذ الإصلاحات عندما يحدث خطأ ما. ونحن بحاجة إلى التركيز على أساس الأمن الغذائي بعدة طرق، لذا فإن تدريب وتحسين المهارات أمر يساعد على إطالة عمر المنطقة مع بناء المزيد من هذه المشاريع الضخمة”.

ويستضيف معرض الشرق الأوسط الزراعي، بتنظيم من إنفورما كونكت، ما يزيد على 250 جهة عارضة من أكثر من 150 دولة على مساحة 8,280 متر مربع، بما فيها بعض الشركات الرائدة في القطاع؛ أمثال الظاهرة وكالتيفيتد وفلورا إنجينيرينج وفود تك فالي وأكوا بيوتك وماغ ومونتيل وإندور فارم كومباني ومصرف الإمارات للتنمية.

وتستعرض الفعالية أحدث التقنيات الزراعية والعمليات في الأراضي الصالحة للزراعة والبستنة وتربية الأحياء المائية وتربية الحيوانات، كما تجمع أكثر من 250 من رواد القطاع في مكان واحد. ويمكن للزوار حضور جلسات حوارية في إطار معرض الشرق الأوسط الزراعي ومعرض ومؤتمر الشرق الأوسط للبستنة، اللتين تتعمقان في القضايا الأكثر تحدياً التي تواجه القطاع الزراعي اليوم، بما في ذلك اعتماد العمليات الحديثة لزيادة إنتاجية المحاصيل، والتقنيات الحيوية المتقدمة، فضلاً عن الممارسات الزراعية المتطورة لتعزيز إنتاج المحاصيل.

ومن جانبه، قال برنت كروزبي، مدير معرض الشرق الأوسط الزراعي: “مع التركيز هذا العام على الاستدامة والأمن الغذائي، من الرائع أن نشهد اجتماع الجهات الفاعلة إقليمياً ودولياً في القطاع لاستعراض أحدث ابتكاراتها والتعاون وإجراء مناقشات هادفة حول الموضوعات الملحة التي ستُترجم بلا شك على أرض الواقع بينما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة COP28 الشهر المقبل. ويُعد هذا العام دليلاً على جهود القطاع الرامية إلى التصدي لتحديات الأمن الغذائي وإقامة شراكات طويلة الأمد نأمل أن تُحدث تغييراً حقيقياً في السنوات القادمة”.

وينعقد معرض الشرق الأوسط الزراعي بالتزامن مع ثلاث فعاليات رئيسية أخرى تغطي مختلف جوانب القطاع، وهي معرض تربية الأحياء المائية، الفعالية الأولى في المنطقة للمتخصصين في تربية الأحياء المائية؛ ومعرض ومؤتمر الشرق الأوسط للبستنة، الفعالية الأولى من نوعها في مجال الزراعة العمودية والبيوت الزجاجية، والتي تركز للمرة الأولى على المنتجات والتقنيات المستخدمة في قطاع البستنة والبيئة المضبوطة؛ والمعرض التجاري للثروة الحيوانية، أكبر معرض للماشية في الشرق الأوسط.

 


Posted

in

by

Tags: