الملياردير وصاحب رأس المال الاستثماري تيم دريبر يسلط الضوء على الإمكانيات الهائلة التي يحملها شات جي بي تي
المبتكرة الشابة جيتانجالي راو تشرح للحضور خطوات الابتكار الخمس وتشجعهم على المجازفة وعدم الخوف من الفشل
تسعة صناديق تبلغ قيمتها مجتمعة 2.4 مليار دولار أمريكي ستدعم نمو الشركات الناشئة في المملكة التي تسعى إلى إنشاء منظومةٍ تقنية أكثر تنافسية
الرياض، المملكة العربية السعودية-: تستمرّ أعمال فعالية ليب 2023، المؤتمر التقني الأكثر تميزاً على مستوى العالم، لليوم الثاني بمشاركة الملياردير وصاحب رأس المال الاستثماري تيم دريبر، والذي عبّر عن أسفه لعدم الاستثمار في برنامج شات جي بي تي، مؤكداً أنّ روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي ستغيّر وجه القطاعات بطريقةٍ غير مسبوقة منذ اختراع الإنترنت.
وتحدّث دريبر، الذي تشمل أبرز استثماراته سكايب وسبيس إكس وتسلا وتويتر، خلال جلسة بعنوان التعاون العالمي: وقود الابتكار ضمن الفعالية المنعقدة في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات حتى 9 فبراير، موضحاً بأنّ المشاريع المتميزة التي تجذبه بشدة هي تلك التي تنطوي على ابتكاراتٍ غير مسبوقة بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة بشكلٍ أساسي.
وقال دريبر: “كان الإنترنت فيما مضى الحدث الأعظم الذي غير طريقة التواصل والترفيه وأثّر حتى على الإعلام، واليوم يلعب البيتكوين دوراً كبيراً ضمن العديد من القطاعات مثل التأمين والتمويل والتجارة والحوكمة. وأعتقد بأن شات جي بي تي هو الموجة الجديدة، لذا أشعر بالأسف لأني لم أسارع إلى الاستثمار فيه؛ فهو برنامج استثنائي قادر على التأثير بالكثير من القطاعات وأستطيع تخيل دائرة حكومية تدير أعمالها بالاعتماد عليه أو شركة محاماة تعتمده بالكامل أو حتى قناة إعلامية يقودها شات جي بي تي”.
وعلى صعيد الحكومات، أوضح دريبر أنه خلال رحلاته إلى حوالي 80 دولة حول العالم قد خلُص إلى نتيجة مفادها أنّ الحكومة الناجحة تحتاج إلى التحلّي بالثقة والحرية، ولا يُمكن الحصول على أحدهما بدون الآخر.
وأضاف دريبر: “يسعدني ما تشهده المملكة العربية السعودية من ثقة كبيرة بشعبها ودعوة شعوب الدول الأخرى لزيارتها. وأعلم بأنّ الأمر ينطبق على أجزاء عديدة من المنطقة والدول التي أتاحت لأفرادها الحرية وكامل الثقة. وهناك فرق شاسع اليوم ما بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية على سبيل المثال”.
كما كشف دريبر أن جامعة دريبر التي تقع في كاليفورنيا شهدت تخريج 120 طالباً سعودياً من برنامج بدء التشغيل لمدة 10 أسابيع، وتركز الأسابيع الخمسة الأخيرة منها على بناء الأعمال التجارية على أرض الواقع. وأضاف: “نسعى إلى تحفيز عقول الأفراد لاختبار أشياء جديدة، ونشجعهم على التجريب والسعي بدون الخوف من الفشل وشعارنا هو سأفشل وأفشل مرة أخرى حتى أنجح”.
ويُعدّ دريبر واحداً من بين أكثر من 700 متحدث في نسخة هذا العام من ليب، التي تستضيف نخبة من رواد الأعمال وأصحاب المليارات ونجوم الرياضة والموسيقى على مدار أيامها الأربعة. وتلا دريبر البالغ من العمر 64 عاماً المبتكرة الشابة جيتانجالي راو، في تجسيدٍ لشريحتين عمريتين مختلفتين لكن متشابهتين في العقلية التي تشجع على التعلم من الأخطاء وعدم الخوف من الفشل بل المثابرة حتى النجاح.
ويُذكر أنّ راو، وهي طالبة تبلغ من العمر 17 عاماً ومؤلفة ومن مؤيدي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قد قدمت مجموعة من الابتكارات الحاصلة على براءة اختراع، بما فيها برنامج يمكنه تشخيص لدغات الثعابين وجهاز لاكتشاف الرصاص في مياه الشرب، فضلاً عن خدمة رقمية وقائمة على الذكاء الاصطناعي للحدّ من التنمر الإلكتروني وحاجز يمكن شحنه كهربائياً لمنع حساسية حبوب اللقاح المحمولة جواً.
وقالت راو الحائزة على لقب طفلة العام في مجلة تايم عام 2020 والتي تم إدراج اسمها في قائمة فوربس 30 تحت الـ 30 بفضل ابتكاراتها: “أخبرني أحد المعلمين ذات مرة أن الفشل يعني المحاولة الأولى في التعلم، وأنا أتذكر هذه العبارة يومياً. لذا أدعو الجميع إلى المجازفة وعدم الاستسلام، فالفشل هو الخطوة الأولى على طريق النجاح”.
وتحدثت راو، التي شاركت في جلسات تيدكس ثلاث مرات، عن الخطوات الخمس للتغلب على الفشل؛ وهي المراقبة والعصف الذهني والبحث والبناء والتواصل، وذلك خلال جلسةٍ متميزة في ليب 2023 لاقت إقبالاً كبيراً من جميع الأعمار والجنسيات، لتثري سجل الجلسات التي شاركت بها لتشجيع الأطفال على الابتكار في الولايات المتحدة الأمريكية وكينيا وأفغانستان والهند ونيبال والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول.
وبيّنت راو الخطوات الخمس التي تعنيها بالقول: “تعني المراقبة محاولة إيجاد مشكلة تحتاج إلى حلّ في مجتمعك وتثير اهتمامك، ثم يأتي العصف الذهني الذي يتطلب وضع مجموعةٍ متنوعة وكبيرة من الحلول، أمّا البحث فيعني تضييق هذه الخيارات المطروحة لواحد أو اثنين. يحين بعد ذلك دور البناء وتحويل الأفكار إلى حقيقة، وأخيراً التواصل للحصول على ردود الأفعال من خلال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وطرح أسئلة من شأنها تحسين الفكرة التي بين أيدينا”.
وتستضيف الرياض هذا الأسبوع أكثر من 100 ألف مبتكر وخبير تقني خلال فعالية ليب 2023، بهدف دعم جهود المملكة العربية السعودية الرامية لتسريع رحلتها نحو التحول الاقتصادي والاجتماعي. وتُقام دورة هذا العام من الفعالية تحت رعاية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية بالتعاون مع شركة تحالف، المشروع الاستراتيجي المشترك المملوك من إنفورما العالمية والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، ومن المتوقع أن تترك إرثاً غنياً يزخر بالعديد من المنتجات والأفكار والشراكات المبتكرة.
من جانبه، أشار مايكل شامبيون، نائب الرئيس التنفيذي الإقليمي لشركة إنفورما ماركتس في الشرق الأوسط وأفريقيا المنظمة لفعالية ليب 2023، أنّ الرؤى الملهمة التي تقدمها شخصياتٌ بارزة مثل دريبر وراو تدعم التطور التكنولوجي في المملكة العربية السعودية، التي أعلنت في اليوم الثاني أن تسعة صناديق تبلغ قيمتها مجتمعة 2.4 مليار دولار أمريكي ستدعم نمو الشركات الناشئة في المملكة التي تسعى إلى إنشاء منظومةٍ تقنية أكثر تنافسية.
وقال شامبيون: “استقطب ليب 2023 مجموعةً استثنائية من المتحدثين لم تشهدها المنطقة من قبل، ما يساهم في دفع عجلة التطور التقني على مستوى المملكة والمنطقة والقطاع العالمي. وهذا ما يؤكده النجاح الكبير الذي حققه اليوم الثاني من الفعالية في نسختها الثانية فقط، إذ أصبح ليب محطةً لا تُفوت على الأجندة الدولية بالنسبة لرجال الأعمال والشركات الناشئة وأصحاب رؤوس الأموال حول العالم”.