نظراً للتوجه الإيجابي الذي يتسم به الوضع حالياً في سويسرا فيما يتعلق بالتعامل مع كوفيد-19 واستمرار انخفاض أعداد الإصابات الجديدة والنشطة بهذا الفيروس، فقد بدأت مدينة جنيف بإعادة الإنفتاح بشكل تدريجي مع الإبقاء على مجموعة من إجراءات الأمان التي من شأنها أن تحافظ على صحة وسلامة المواطنين والزوار.
بدءاً من تاريخ 11 مايو عادت المطاعم، المحلات التجارية، الأسواق، وكلات السفر، المتاحف، المكتبات والمرافق الرياضية بإعادة افتتاح أبوابها ومزاولة أعمالها مع الإبقاء على الإجراءات الوقائية. تنقسم خطة الانفتاح هذه على ثلاث مراحل رئيسية، ومع كل منها تقترب كل منشأة ومرفق في جنيف خطوة نحو التشغيل الكامل لأنشطتها. في تاريخ 8 يونيو سيتم إعادة افتتاح برك السباحة، المسارح، دور السينما، حدائق الحيوانات، الحدائق النباتية وخدمات النقل إلى الجبال حيث تدخل المرحلة الثالثة حيز التنفيذ.
وفي إطار هذه التطورات علّق فرانك رومانيه، مدير أسواق دول الخليج والهند في مؤسسة جنيف للسياحة والمؤتمرات، قائلاً: “يملؤنا التفاؤل حين ننظر إلى تقييم الوضع الراهن في جنيف، ونتطلع قدماً لمزيد من التوجهات الإيجابية والتي ستشكل عودة رحلات الطيران الدولية إحدى أبرز أحداثها”. وتابع فرانك قائلاً: “مع رفع إجراءات الحظر في جنيف وازدياد عدد شركات الطيران التي تعلن تواريخ عودة رحلاتها المجدولة والتي تربط بين منطقة الخليج العربي وجنيف فإننا نأمل أن نرحب بعودة المزيد من الضيوف القادمين من هذه المنطقة قريباً كي يتمكنوا من اكتشاف المدينة والاستمتاع بوجهتهم المفضلة”.
تستقبل مدينة جنيف كل عام الحصة الأكبر من أعداد المسافرين القادمين من منطقة الخليج العربي مقارنة مع باقي المدن السويسرية. يرتبط ذلك بشكل مباشر مع عروض جنيف المتنوعة، مشاهدها الطبيعية، وفرص التسوق الفريدة والتي تُعتبر ذات أهمية خاصة لدى المسافرون العرب. إلى جانب ذلك، فإن الأعداد المتزايدة من المطاعم الحلال والفنادق التي لديها موظفين يجيدون اللغة العربية يجعل الضيوف القادمين من الشرق الأوسط يشعرون وكأنهم في موطنهم عند زيارة جنيف. إضافة إلى كل ما سبق، تُعتبر العروض الطبية إحدى العوامل الهامة التي تجعل جنيف وجهة مفضلة لدى المسافرين العرب، حيث تتمتع المدينة بشهرة عالمية إيجابية في هذا الإطار بفضل العيادات الطبية والمشافي المتوافرة، تطبيق أحدث التقنيات العلاجية وتواجد المعاهد البحثية التي تمهّد الطريق نحو ابتكار علاجات وأدوية جديدة للعديد من الحالات المرضية. هذا ويتوجه الضيوف العرب إلى جنيف عادة للاستفادة من عروضها الطبية، إجراء الفحوصات الدورية، علاج حالات معينة أو للنقاهة.
ما أن تعود شركات الطيران إلى جداولها فإن مدينة جنيف ستكون على أهبة الاستعداد لأخذ زوارها في رحلات استكشافية للاستمتاع بأجمل الأوقات وعيش تجارب تستمر ذكراها العمر كله. تكتنف جنيف مروحة واسعة من التجارب، تبدأ من نزهة على شواطئ بحيرتها الخلابة حيث مشهد نافورة جنيف من جهة وإطلالة جبال جورا الشاهقة من جهة أخرى، أو اكتشاف أحد المتاحف الفريدة للإطلاع على تاريخ المدينة اللافت، أو زيارة موطن ولادة شبكة الإنترنت حيث نشأت أولى أفكار تصاميم المواقع الإلكترونية عام 1989 في مركز سيرن بجنيف، إلى جانب العديد من التجارب الأخرى التي من شأنها أن تُنعش حواس المسافرين وتُشعرهم بروعة تجربة السفر مجدداً.