مع اقتراب هذا العام من خواتيمه، تواصل المجتمعات حول العالم جهودها الدؤوبة لمكافحة انتشار فيروس كوفيد-19. صحيح أنّ قطاع الضيافة تأثر بهذا الوباء إلى حد كبير، إلا أنه في ضوء هذا الواقع، من المهم أن نكون منفتحين وقادرين على التكيّف وأن نتحلى بالمرونة والفطنة. ولا شك في أنّ العديد من التغيّرات ستطال سير الأعمال في قطاعَي السفر والضيافة على المدى البعيد. كما يجب مراعاة جانب أساسي آخر من هذه المسألة، ألا وهو تطور المسافرين والضيوف من حيث سلوكياتهم وتوقعاتهم وتفضيلاتهم. لكن سبق أن تجاوز قطاع الضيافة تحديات لا تُعد ولا تُحصى وتغلّب على فترات الانكماش الاقتصادي، وبالتالي لن يكون فيروس كوفيد-19 استثناءً. في الواقع، شهد هذا العام العديد من التجارب غير المسبوقة واكتسبت المجتمعات الكثير من المعلومات والمرونة. وفي أوقات مماثلة، لا بُدّ لنا من أن نخطّط للمستقبل ونمدّ أعضاء فِرقنا بالإلهام ونذكّرهم بأنّ هذه الأزمة ستصل إلى نهايتها وسيستعيد قطاع الضيافة عافيته ويكون أقوى من أي وقت مضى.
وفيما نستعدّ لاستقبال العام 2021، تحافظ مجموعة فنادق راديسون على تفاؤلها الحذر وتعتزم مواصلة تطبيق خطة التطوير والتنمية الممتدة على خمسة أعوام خلال السنوات الثلاثة المقبلة. ونحن على أتمّ ثقة بأنّ قطاع السفر سيواصل انتعاشه وسيستثمر القطاعان الخاص والعام المزيد من رؤوس الأموال في هذا المجال.
ما زالت المنطقة تشكّل أحد الأسواق الرئيسية لاستراتيجية التنمية العالمية التي وضعتها مجموعة فنادق راديسون، ونرمي إلى توسيع آفاق علامتنا التجارية وترسيخ مكانتنا المرموقة. فقد عمل أعضاء فِرقنا، طوال العام المنصرم، بلا كلل أو ملل للحفاظ على الاتفاقيات التي تمّ إبرامها وإبقاء عمليات الافتتاح المرتقبة على المسار الصحيح، وأنا فخور جداً بالإنجازات التي حققناها هذا العام. وفيما نتطلّع نحو المستقبل، ندرك أنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ستساهمان في تعزيز انتشارنا إلى حد كبير. في الواقع، تضم محفظتنا في الشرق الأوسط حالياً 73 فندقاً ومنتجعاً وشقة فندقية مفروشة قيد التشغيل، فضلاً عن 38 فندقاً قيد التطوير. وفي إطار المشاريع قيد الإنشاء حالياً، نرمي إلى افتتاح ستة فنادق في أنحاء المملكة وثلاثة فنادق داخل الإمارات العربية المتحدة عام 2021.
أؤمن حقاً بأنّ التداعيات السلبية التي شهدها عالمنا تؤدي دائماً إلى بروز فرص جديدة. ومَن يمكنه أن يفهم التعريف الجديد للعبارات التالية: “المعيار الطبيعي” و”التأقلم” و”الاستجابة”، سيستفيد من هذه الفرص الجديدة. وفي هذا السياق، نحن منهمكون في تحضير أنفسنا للعام المقبل المشوّق. بانتظارنا مشاريع عديدة في العام 2021، بدءاً من الفندق الثاني التابع لمجموعة فنادق راديسون في المملكة العربية السعودية، مروراً بمنتجع راديسون الأول في رأس الخيمة، وصولاً إلى الفندق الأول التابع للمجموعة في نخلة جميرا.
صحيح أنّ اللقاح سيحدّد وتيرة انتعاش قطاع الضيافة وستختلف من بلدٍ إلى آخر ومن منطقةٍ إلى أخرى في جميع أنحاء العالم، إلا أنّ العديد من الدول في الشرق الأوسط بدأت تلمس مؤشرات الانتعاش خلال الربع الرابع من العام 2020، على صعيد الأسواق المحلية والدولية على حد سواء. ولا شكّ في أنّ إجراءات السلامة الصارمة التي فرضتها الحكومة في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب جهودها السبّاقة، قد ساهمت بشكل كبير في دعم النشاطات التجارية لتنتعش من جديد وفي تأمين حماية الناس. وما إن يصبح اللقاح متوفراً حتى يتحسّن أداء قطاعنا بشكل ملحوظ، ولكن حتى ذلك الوقت، ينبغي أن نحافظ على تفاؤلنا وإيجابيتنا ونستمع إلى متطلبات أعضاء فريقنا ونتحلى بالمرونة ونتّخذ القرارات بسرعة.