فورد تحقق تقدماً متواصلاً نحو هدفها الطموح وطويل الأمد بالاستغناء كلياً عن استخدام المياه العذبة لأغراض التصنيع في كافة منشآتها العالمية
طرحت الشركة العديد من التقنيات المتطورة والإجراءات المبتكرة لتعزيز كفاءة استهلاك المياه، مما ساهم بتوفير مليارات الجالونات من المياه
منذ العام 1993، يحتفي العالم سنوياً بمناسبة يوم المياه العالمي في 22 مارس بهدف التوعية بالمعاناة التي يواجهها 2,2 مليار نسمة على كوكب الأرض للحصول على مياه شرب النظيفة
جدة، المملكة العربية السعودية- : تشكل المياه السطحية العذبة والمتوفرة للاستهلاك نسبة 1% فقط من الحجم الإجمالي للمياه على كوكب الأرض ويتقاسمها قرابة 8 مليارات نسمة حول العالم، فالمياه المالحة تمثل نحو 97% من الموارد المائية على كوكبنا، بينما تقع النسبة العظمى المتبقية من المياه العذبة على قمم الجبال وفي الأنهار الجليدية بحالة متجمدة، أو في باطن الأرض كمياه جوفية يصعب الوصول إليها.
ومن هذا المنطلق، بدأت شركة فورد بتقليص استهلاكها لكمية المياه اللازمة لصناعة كل مركبة بنسبة هائلة قدرها 72% قبل عقدين من الزمان، ونجحت بحلول العام 2013 بتوفير أكثر من 10 مليارات جالون من المياه. وبعبارة أوضح، تكفي هذه الكمية لتعبئة 1500حوض سباحة بقياسات البطولات العالمية؛ أو تعادل كمية المياه المتدفقة عبر شلالات نياجرا الهادرة لمدة تزيد عن 3 ساعات و40 دقيقة.
وعلاوة على تطلعاتها الجديرة بالتقدير، بادرت فورد إلى مواصلة سعيها ووضعت لنفسها هدفاً طموحاً وطويل الأمد يتمثل في الاستغناء كلياً عن استهلاك المياه العذبة في عمليات تصنيع مركباتها. وبينما تمضي قدماً نحو هذا الهدف، حققت الشركة بالفعل خطوات ملحوظة لضمان اقتصار استخدام المياه العذبة في منشآتها على الاستهلاك البشري وحسب.
فمنذ افتتاحه في عام 2019، حصل “مركز التكنولوجيا والأعمال العالمي” التابع لشركة فورد في شيناي، على التصنيف البلاتيني للأبنية الخضراء عند إطلاقه، مسجلاً بذلك أعلى تصنيف ممكن للأبنية المستدامة على مستوى العالم. ولا يقتصر هذا التصنيف على تقليص استهلاك المياه وحسب، بل يشمل أيضاً التصميم المستدام والهندسة المعمارية ومصادر مواد البناء ومزايا الحفاظ على الطاقة، بما فيها استخدام موارد الطاقة المتجددة وجودة البيئة الداخلية والابتكار والتطوير.
وبهدف الاستجابة لتحديات الجفاف الموسمي والنقص الدائم في الموارد المائية؛ تبنت مواقع التصنيع المختلفة التابعة منهجيات مختلفة لتقليص استهلاك المياه العذبة وإعادة استخدامها وتدويرها، إضافة إلى البحث عن مصادر المياه البديلة، نظراً لأن المناطق التي تتمتع بالمياه الوفيرة قد تواجه أيضاً ندرة في المياه في بعض الأحيان.
ففي مصنع فورد لتجميع السيارات والمحركات في شيناي، انخفض استهلاك المياه العذبة إلى 1,17 متر مكعب لكل مركبة، مقارنة مع 7.3 متر مكعب لكل سيارة قبل 10 أعوام فقط. وبعد إيجاد مصدر بديل عبر معاجلة مياه الصرف الصحي واستخدامها للأنشطة غير الإنتاجية، ارتفعت كفاءة استهلاك المياه عبر إعادة تدوير نحو 100% من مياه الصرف الصناعية لإعادة استخدامها في عملية التصنيع.
أما في مصنع ساناند لتجميع المحركات في الهند والذي يقع في منطقة تعاني شحاً في المياه، فقد تمكنت فورد من جمع نحو 110 متر مكعب من مياه الأمطار ضمن بحيرة مخصصة لهذا الغرض، واستخدامها لغسيل منصات التحميل والري، كما تخطط الشركة لاستبدال المياه المستخدمة في أبراج التبريد بمياه الأمطار. ومن اللافت أيضاً أن مركز التكنولوجيا والأعمال العالمي التابع لشركة فورد في شيناي يتمتع بالقدرة على إعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي بنسبة 100% واستخدامها لأغراض السباكة المزدوجة والبستنة وخفض درجات حرارة برج التبريد.
ورغم عدم وجود لوائح محددة أو قيود على استخدام المياه في مصنع التجميع التابع لشركة فورد في فيتنام، والذي يعتمد على نهر “ثاي بِنْه” كمصدر للمياه، تم مؤخراً تركيب محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي استناداً إلى تقنية المفاعل الحيوي- الغشائي، وستكون جاهزة للعمل بكامل طاقتها في يونيو 2021، وبالتالي تمكين فورد فيتنام من إعادة تدوير المياه.
أما في تايلاند، فيتلقى مصنع فورد تايلاند و”أوتو ألايانس تايلاند” كمية صغيرة من المياه المعاد تدويرها من الحكومة لاستخدامها في أغراض البستنة والغسيل، لكنهما يطمحان لتوسيع جهودهما في الحفاظ على المياه، بما في ذلك إمكانية إعادة الاستخدام مياه الصرف الصحي المكررة في المصنع.
وفي العام الماضي، أعلنت فورد جنوب أفريقيا عن إطلاق مشروع “بلو أوفال” (Blue Oval) للطاقة المتجددة والذي ينسجم مع الهدف العالمي للشركة والمتمثل في استخدام 100% من مصادر الطاقة المتجددة المحلية عبر كافة مصانعها بحلول عام 2035 والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وفي مرحلته الأولى، سيشهد المشروع تشييد مرآب سيارات بمظلات مزودة بالخلايا الشمسية ويتسع لنحو4200 مركبة في مصنع سيلفرتون لتجميع السيارات، مما سيسهم في تقريب منشأة فورد في بريتوريا من بلوغ هدفها بتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل من الطاقة والحياد الكربوني بحلول عام 2024، ليصبح بذلك أول مصنع تابع لشركة فورد يحقق هذا الإنجاز.
وعلاوة على ذلك، يتضمن مخطط المشروع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المكررة في مصنع التجميع. ففي المدى القريب، ستعمل الشركة على جمع 100% من مياه الصرف الصحي في المنشأة لأغراض إعادة التدوير وإعادة استخدام أكبر كمية ممكنة في عملية التصنيع. أما على المدى البعيد، فيتمثل الهدف في إيجاد واستخدام مصادر المياه غير العذبة البديلة للحد نهائياً من استخدام المياه العذبة في عملية التصنيع.
وبمعزل عن عمليات التصنيع، قدمت شركة فورد دعمها لصالح المشروع المائي “وورلد فيجن جنوب أفريقيا” والرامي إلى “استخلاص الماء من الهواء” لمساعدة المناطق التي تعاني من الجفاف في خليج نيلسون مانديلا بمنطقة كيب الشرقية. وبفضل هذه الجهود، كانت فورد واحدة من الشركات القليلة التي تحصل على الدرجة A في التقرير الصادر عن “مشروع الكشف عن الكربون”، الشركة العالمية غير الربحية لإعداد التقارير البيئية.
وبتمويل من “صندوق فورد موتور كومباني”، و”تحدي بيل فورد لعالم أفضل” و”شركة فورد للأبحاث والهندسة المتقدمة”؛ تمكن المشروع من الحصول على جهاز Watergen GEN-350 المبتكر لاستخلاص الماء من الغلاف الجوي، والقادر على استخلاص حتى 900 لتر من مياه الشرب النظيفة والعذبة من الهواء الرطب بأسلوب عالي الكفاءة من حيث استهلاك الطاقة.
وفي هذا السياق، قالت كارو هوسير، مدير هندسة الاستدامة والبيئة والسلامة في أسواق فورد الدولية: تقع بعض مصانع فورد في مناطق تعاني من قلة المياه، ولهذا نأخذ على عاتقنا مسؤولية التصرف بحكمة لحماية هذه الثروة الحيوية الثمينة. ورغم الابتكارات المتقدمة التي تم تحقيقها في مجال الحفاظ على المياه، تواصل فورد البحث عن سبل جديدة ومبتكرة لتحقيق هدفها طويل الأمد بالاستغناء كلياً عن استهلاك المياه الصالحة للشرب لأغراض التصنيع”.