& سهيل المزروعي: المنتدى منصة رائدة للتعاون والتعاضد لدعم قطاع المياه وتعجيل الجهود المبذولة للتصدي للتحديات
& المياه ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، ما يجعلها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات
& تشغيل 3 محطات تحلية بحلول 2023 بسعة إنتاجية تبلغ 420 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً
دبي، الإمارات العربية المتحدة-
افتتح معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة المنتدى العربي الخامس للمياه (AWF5) اليوم بفندق جراند حياة بدبي، بحضور أكثر من 600 مشارك، وممثلي 22 دولة عربية تعهدوا بالالتزام بقضية الأمن المائي في سبيل تحقيق السلام والتنمية المستدامة في العالم العربي. ويركز المنتدى، الذي تستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام، على ندرة المياه في العالم العربي، واستنزاف الموارد المائية، والبحث عن طرق ووسائل لإنتاج المياه من مصادر مستدامة ، تماشياً مع الشعار العام للمؤتمر – “الأمن المائي العربي من أجل السلام والتنمية المستدامة.”
والمنتدى العربى للمياه الذي يُعقد كل ثلاث سنوات يُقام هذا العام برعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة وبدعم من جامعة الدول العربية، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين، ويستضيف 25 وزيراً ووكيل وزارة يمثلون 22 دولة عربية، إضافة إلى كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال ومؤسسات القطاعين العام والخاص، حيث يناقش أكثر من 40 خبيراً من العلماء الدوليين والإقليميين ندرة المياه والتنمية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة.
إلى جانب معالي المهندس سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، شهد فعاليات المنتدى، معالي الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري بجمهورية مصر العربية، ومعالي المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون الكهرباء والماء بمملكة البحرين، ومعالي الدكتور مشعان العتيبي وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بدولة الكويت، والسيد لوي فوشون، رئيس المجلس العالمي للمياه (WWC)، ومعالى الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه (AWC)، ومعالى السفير أحمد
أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (LAS)، ومعالى السيد سيرين مباى ثيام من بين كبار المسؤولين الآخرين.
قال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية في كلمته الافتتاحية للمنتدى العربي الخامس للمياه: “لقد جاء انعقاد المنتدى ليشكل منصة رائدة للتعاون والتعاضد لدعم قطاع المياه، وتعجيل الجهود المبذولة للتصدي للتحديات المتعلقة به، باعتباره ذو أهمية حيوية للتنمية المستدامة وعاملاً محورياً لتحقيق الأهداف والغايات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة 2030”.
وكان معاليه قد رحب بجميع المشاركين في المنتدى الذي يقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تمنى أن يحقق المنتدى أفضل النتائج الممكنة، من المشاركة الكريمة لجميع المعنيين في هذا الحدث وتبادل وجهات النظر والمساهمة في رفع مستوى المعيشة بالمنطقة العربية، ولفت إلى أن هذا المنتدى يكتسب وضعاً خاصاً بالنسبة لدولة الإمارات، وذلك لتزامنه مع إعلان حزمة “مشاريع الخمسين” وقبيل انطلاق معرض اكسبو 2020 الشهر المقبل وهو الحدث الأبرز عالمياً.
وأضاف معاليه: “ستصبح التحديات المتعلقة بالمياه خلال السنوات المقبلة أكثر إلحاحاً في ظل الطلب المتنامي على المياه وندرة الموارد وخصوصاً في منطقتنا العربية، وإن المتغيرات العالمية وزيادة الطلب المستقبلي على المياه قد فرضت علينا مزيداً من التباحث وتبادل الأفكار والعمل المشترك لبناء قدرات مستقبلية قادرة على مواجهة التحديات والتغلب عليها. ومن منبرنا هذا نعيد التأكيد على أننا في دولة الإمارات سنواصل جهودنا في تعزيز نطاق التعاون الإقليمي والدولي في مجال الأنشطة والبرامج المتعلقة بالمياه”، لافتاً إلى أن دولة الإمارات كان لها مساهمات نوعية في مجال التعاون الدولي وتقديم المســــاعدة الإنمائية المتصــــلة بالمياه والصــــرف الصحي للدول الأكثر حاجة، حيث بلغ مقدار المساعدات التي قدمتها الدولة خلال الفترة 2015 حتى 2020 ثلاثة مليارات درهم تقريباً.
وأكد سيادته أن المياه تمثل ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة، ما يجعلها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تقود الجهود السبّاقة لتبني أحدث الابتكارات والمبادرات والاستراتيجيات الداعمة لهذا القطاع الحيوي، إيماناً منها بدوره الهام في دعم الاقتصاد الوطني وجودة الحياة. لذلك حددت الإمارات الملامح المستقبلية لقطاع المياه من خلال إعداد استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، الهادفة إلى ضمان استدامة واستمرارية وصول المياه في الظروف الطبيعية والطارئة على حد سواء، والمضي بهذا القطاع الحيوي نحو مستقبل مزدهر يلبي الاحتياجات والتطلعات.
وتابع المزروعى حديثه قائلاً:” إنه انطلاقاً من رؤية وتطلعات القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة نحو تحقيق التنمية المستدامة، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه بهدف توحيد الجهود في مجال إدارة الطلب وترشيد الاستهلاك. وإننا في دولة الإمارات كلنا حريصون على ضمان استدامة المجالات المرتبطة بالطاقة والمياه والتعدين والبنية التحتية من أجل سعادة المجتمع وازدهاره، مع التركيز بشكل خاص على مجابهة التحديات التي تواجه منطقتنا عبر تبني السياسات الاستباقية ووضع التشريعات المناسبة، وبناء الشراكات الاستراتيجية والتعاون والتنسيق التام مع الجهات ذات الصلة”.
وكشف معاليه عن مجموعة من المشاريع المستقبلية الجديدة الداعمة لاستدامة قطاع المياه في الإمارات، حيث سيتم خلال الأعوام القادمة من 2021 حتى 2023 تشغيل 3 محطات تحلية تعمل بتقنية التناضح العكسي في كل من أبو ظبي ودبي وأم القيوين، والتي ستضيف سعة إنتاجية تبلغ 420 مليون جالون يومياً من المياه المحلاة إلى إجمالي السعة المركبة البالغة 1590 مليون جالون يومياً”.
وأكد معالي وزير الطاقة والبنية التحتية أن الرسالة الرئيسية في هذه المرحلة تتمثل في أهمية العمل نحو مجتمع محلي ودولي تعاوني متماسك لتعزيز منهج الإدارة المتكاملة للموارد، وأن الحوار بين مختلف الجهات الفاعلة بات ضرورة كبرى أكثر من أي وقت مضى لتعزيز التعاون المشترك ولدراسة الحلول المبتكرة وصياغة الإجراءات والمبادرات العامة والخاصة من أجل ضمان أمن واستدامة أفضل للمياه.
يذكر أن تقرير الأمم المتحدة لعام، 2020 الصادر حديثاً حول أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030، يشير الى تحقيق دولة الامارات 100% في مجال تقديم خدمات مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، كما حققت الدولة نتيجة 79% في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية.
ويشارك في أحداث المنتدى خلال الثلاثة أيام أكثر من 50 عارضاً يستعرضون أحدث التقنيات والابتكارات في المجالات المتعلقة بالمياه منها تحلية المياه وإنتاج مياه الشرب النقية، بالإضافة إلى شركات المرافق والبلديات والموردين بهدف نشر الوعي حول أهمية هذا القطاع. وينعقد المنتدى في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة مشكلة ندرة المياه التي وصلت إلى مستوى حرج مع زيادة الطلب على المياه النظيفة بسبب تزايد عدد السكان. ووفقاً للبنك الدولي، يقطن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 6% من سكان العالم، فى حين أن إمدادات المياه المتجددة في هذه المنطقة تقل عن 2% في العالم. إن هذه المنطقة هي الأكثر جفافاً في العالم، وهي تضم 12 دولة عربية من أكثر دول العالم شحاً بالمياه، فيما تبلغ حصة الفرد من المياه فى المتوسط 1200 متر مكعب فقط، أي حوالي سدس المتوسط العالمي البالغ 7000 متر مكعب. ولا تستطيع معظم الدول العربية تلبية احتياجاتها الحالية من المياه بشكل مستدام. وقد ذكر تقرير للبنك الدولي أنه مع النمو السكاني وزيادة الطلب، من المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد من المياه إلى النصف بحلول عام 2050.
تشهد الدورة الخامسة من المنتدى العربي للمياه على مدار الأيام الثلاثة تنظيم العديد من الجلسات العامة، وجلسات النقاش، والجلسات العلمية، والاجتماعات الرسمية والمعرض العربي للمياه، بالإضافة للعديد من فرص التواصل بين الحاضرين.
ومن أبرز القضايا التي سيتناولها المؤتمر: تحقيق الأمن المائي والغذائي وأمن الطاقة، التغيرات المناخية وتأثيرها على الأمن المائي العربي، تقنيات تحلية المياه كخيار إستراتيجي لتحقيق الأمن المائي العربي المستدام، مشاركة موارد المياه ودورها في تحقيق السلام والتنمية، الإدارة الفعالة للمياه من أجل تحقيق السلام والاستقرار، السياسة والدبلوماسية المائية الخاصة بإدارة المياه العابرة للحدود، وضع القوانين المُنَظِمة وتأسيس الشراكات الفعالة لإدارة وتطوير الموارد المائية المشتركة.