دبي، الإمارات العربية المتحدة -(بزنيس واير/”ايتوس واير“)- تتميّز الجغرافيا البيروفية بتنوّعها، إذ تضمّ منطقة أمازون هائلة، وجبالًا شاهقة تكسو الثلوج قممها، وساحلًا طويلًا يعانق الصحراء. لكن في الجزء الشمالي من البلاد، منذ آلاف السنين، بين الكثبان الرملية والبحر الغني في المحيط الهادئ ازدهرت حضارة غامضة، ألا وهي ثقافة الموتشي.
عُرف ملوك الصحراء هؤلاء بكونهم محاربين شرسين ومهندسين مذهلين. لقد بنوا قنوات المياه لجعل الأرض خصبة وشيّدوا قصورًا من الطوب ومعابدًا وأهرامات. كما تميّز شعب الموتشي بالشبكة التجارية الكبيرة التي أنشأها في القارة وبالسيراميك ذي الجودة الرائعة. غير أن الحرفة التي طبعت هذه الثقافة وميّزتها عن غيرها كانت صياغة الذهب.
وقد تجلّت براعة وحرفية شعب الموتشي بصياغة الذهب والمعادن الثمينة الأخرى من خلال الاكتشاف المفاجئ لقبر لورد منطقة سيبان: ومثلما سمح لنا قبر توت عنخ آمون بسبر أغوار مصر القديمة، كذلك صدم اكتشاف قبر اللورد سيبان العالم بثروته الوفيرة وساعد المؤرخين وعلماء الآثار على فهم أهمية حكمه. وقد اعتُبر هذا الاكتشاف أحد أشهر الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين. يأتي اسم سيبان من موقع في وادٍ يحمل الاسم نفسه شكّل في الماضي المدينة المركزية لشعب الموتشي.
وبنفس الطريقة التي أنشأت فيها ثقافة الموتشي واحة في وسط الصحراء البيروفية، ينتصب معرض “إكسبو” العالمي الذي تستضيفه إمارة دبي حاليًا حيث لم يكن هناك سوى الرمال من قبل. وكما أن جزءًا من هوية دبي يكمن في سوق الذهب التقليدي، لعب هذا المعدن النفيس أيضًا دورًا محوريًا في مجتمع الموتشي، وخاصة بالنسبة إلى الطبقة الحاكمة وطبقة المحاربين.
عُثر في المقبرة، إلى جانب قطع السيراميك والنسيج، على أكثر من ألفي قطعة من الذهب والفضة. وتعود قطع الحلي هذه والمجوهرات التي ترمز إلى المرتبة العليا والسلطة إلى اللورد سيبان، حاكم موتشي.
للراغبين في معرفة المزيد عن واحدة من أهم الثقافات في تاريخ بيرو والعالم، يمكنهم الآن زيارة جناح بيرو في معرض “إكسبو 2020” الذي تستضيفه إمارة دبي من 15 ديسمبر إلى 30 يناير 2022. حيث سيكون بوسعهم رؤية نسخ طبق الأصل لجواهر اللورد سيبان المصنوعة يدويًا من قبل أحفاد حضارة الموتشي الرائعة التي هيمنت على شمال بيرو قبل ألف سنة من ظهور إمبراطورية الإنكا.