خيمة “وضحى” تتحدَّى المنتجات المستوردة بغزل “السدو” في مهرجان الإبل

لم يكن للسدو إلَّا أن يكون منتجًا وطنيًّا، يغزل مختلف المنتجات التي تستدعيها الحاجة، وتطلبها الأسواق، فذلك ما تثبته “وضحى عياد البقمي”، التي تعرض أعمالها اليدوية التي حاكتها من ألبسة وأدوات زينة الإبل؛ لتعرضها في سوق الدهناء المُقام ضمن فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في موسمه الخامس.
وبالتزامن مع تسجيل حياكة “السدو” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، كانت البقمية ترى أنَّ ذلك المكتسب يشكِّل دعمًا لأمثالها من المتشبثين بصناعة السدو، والمتكئين على عراقة العمل اليدوي، وخبرة متوارثة تستند لدعم المهرجانات التراثية، قائلة: إنَّ “كل ما أريد إنتاجه لن يعجزني، ولا يعسرني شيء” على حد تعبيرها،  موضِّحة أنَّ “ما كنت أنشغل به سنوات أتعلَّمه من أمي وجدتي، ومن عجايزنا الأولات “كبيرات السن”، لم أكن أدري أنَّه سيصبح مهنة لي، ومن خلاله أصرف على أيتامي”.
وتستعيد من ذاكرتها بدايات التعلُّم، قائلة: إنَّه “منذ أن تكبر البنت -وحينها لم يكن لدينا مدارس- تُسلَّم إبرة ومخيط، ولا تكاد تنظر إلى السماء، ولا ترفع رأسها قبل إتقان حياكة قطعتها”، وتجلس وسط خيمتها محاطة بمنتجات متعدِّدة تلبِّي احتياجات زبائنها، مقدِّمة لجمهور الإبل منتجات “المراير”  التي توضع على ظهور الإبل، و”رسن الرحول”، و”الشمايل” لديود الإبل، وكذلك “الأجلة” و”الجنايب”، مشيرة بفخر إلى أنَّها “منتجات يدوية ولا يوجد فيها مستوردات”.
وعن قدراتها وتطلعاتها لحياكة منتوجات تواكب صرعات الموضة، تقول البقمية بثقة: إنَّ “كل ما رأته عيني تحيكه يدي”، وبخبرتها التي تتجاوز عشرين عامًا، تعوِّل على عودة استخدام “الجنايب” في مزاين الإبل بألوانها الفضية والذهبية، والتي كانت تشكِّل جانبًا من مداخيلها، فقد كانت تبيع أغلى قطعة من الجنايب بقرابة خمسمئة ريال.
ومن بين منتجاتها الأكثر رواجًا -مؤخَّرًا- تعرض البقمي سلال القهوة، وتعليقات الزينة المنزلية، وقد كانت في بداياتها تعرض أعمالها في دكان بسيط حتى أنقذتها دعوة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في موسمه الثاني، وتذهب إلى أنَّ تأثُّر السوق بقلة المرتادين جرَّاء كورونا متوقع، لكن موقعها المتميِّز والهادئ يجعلها تحرص كل يوم على التبكير للحضور، وتقديم محكياتها من السدو للسيَّاح والزوَّار ، إضافة إلى منتجات “الأقط” والعسل والسمن.

Posted

in

by

Tags: